أكد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي أقدم كيان شعبي على أرض مصر، تأسست عام ٦٨ ميلادية عند استشهاد القديس مارمرقس في مصر وهو أحد تلاميذ السيد المسيح، وذهب إلى روما وكتب إنجيله، وكلمة إنجيل تعني بشارة.
وأضاف قداسة البابا تواضروس - في كلمته خلال لقائه اليوم /السبت/ مع محرري الملف القبطي بالمقر البابوى بالقاهرة- أن الكنيسة بنت الوطن وخادمة له ولكنها لا تعمل في السياسة، وأن المشاركة في الانتخابات أو وضع مواد الدستور هي أعمال وطنية، تخدم المجتمع من خلال بناء مدارس أو مستشفيات أو تتبنى مبادرات اجتماعية وخدمية، لافتا إلى أن عدد المسيحيين في مصر يقارب ١٥ مليون مواطن، وأن عدد أبنائها في المهجر يقارب مليوني مواطن منتشرين في أكثر من ١٠٠ دولة.
ووصف قداسة البابا تواضروس ما يحدث في السودان بأنه أشر أزمة، وأنه يصلي من أجل أن ينجيها الله من هذه الأزمة الكبيرة.
وذكر أن الكنيسة تأسست في الخارج في زمن البابا كيرلس السادس في دول الكويت ١٩٦٢ ، وكندا ١٩٦٤ وأمريكا ١٩٦٨ واستراليا ١٩٦٩ وانجلترا في ١٩٧١، وكانت هذه هي البذار الخمس الأولى وتكونت هذه الكنائس من خلال المهاجرين المصريين الأقباط، والآن خارج مصر أكثر من ٥٠٠ كنيسة قبطية أرثوذكسية، وأبعد كنيسة في دولة فيجي وتبعد عن استراليا ساعتين بالطائرة، وأن الكنيسة لديها كنائس في العديد من الدول، ويخدم خارج مصر نحو ٦٠٠ أسقف وكاهن وراهب، وأن الكنيسة القبطية تمتلك ١٠ أديرة على مستوى العالم.
وأوضح أن الكنيسة دورها أن تجمع الناس وأنها حفظتهم من الذوبان في المجتمعات الغربية، وهي أكبر خدمة قدمتها الكنيسة للوطن، ولذلك تعتبر الكنيسة الشعبية في أي مكان بمثابة سفارة لمصر، ومنذ عهد المتنيح قداسة البابا شنودة نحرص في كل زيارة على زيارة السفارة المصرية في أي دولة نزورها.
وتابع قائلا، إن الكنيسة بدأت في إنشاء العديد من المستشفيات والمدارس في العديد من الدول وأن الكنيسة أسست أكبر مستشفى لعلاج الايدز في دولة كينيا، فنحن نخدم الوطن بعيدا عن السياسة، لذلك نرفض تأسيس أي أحزاب تابعة للكنيسة.
وقال قداسة البابا تواضروس الثاني إنه غير مشغول بالأكاذيب والشائعات، وأنه يجب على الصحفيين تربية العقل النقدي وأن يكون الشخص لديه القدرة على الإفراز.
وأشار إلى أن الشعب المصري تربي على الصبر، والتحمل والتكييف إلى أن يتم حل المشكلة .
وذكر قداسة البابا تواضروس الثاني أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أم وأنه عندما نجد مشكلة في أحد الكنائس لابد أن نتدخل، كما يحدث مع كنيسة ارتيريا.
وتابع إن زيارته للفاتيكان زيارة محبة، وأن الوفد المرافق لقداسته يضم ١٠ من الآباء وسيشارك في الاجتماع العام لقداسة بابا الفاتيكان في ذكرى مرور ٥٠ عاما على زيارة المتنيح قداسة البابا شنوده الثالث في عام ١٩٧٣، وسيلقي كلمة بهذه المناسبة.
وأفاد بأن زيارة الفاتيكان ستكون أيام ١٠ و١١ و١٢ مايو المقبل، وأن يومي ١٤ و١٥ من الشهر نفسه ستشهد زيارة للشعب القبطي في روما، والكنيسة الكاثوليكية قدمت لنا كنيسة سان جيوفاني للصلاة بالأقباط هناك حسب طقسنا القبطي الأرثوذكسي، ونشكرهم على هذه المحبة.
ونوه إلى أن المملكة السعودية سمحت لنا بالصلاة في المناسبات في قاعات أحد الفنادق، وفي آخر مرة، صلى الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة، وصلى قداسة عيد الميلاد مساء ٦ يناير، منوها بالانفتاح الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية.
وأشار البابا تواضروس الثاني إلى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ليس لها أي معنى، وأنها حرب بين دول وليس بين الكنائس.