الخميس 4 يوليو 2024

اليوم ..ذكرى وفاة مؤسس منهج الحداثة في خدمة الإسلام

14-9-2017 | 18:53

لم تمنعه الصدمة الثقافية التي مُني بها وهو الطفل الصغير الذي ولد فقيرًا في بلدة "تاوريرت ميمون" الأمازيغية بالجزائر، أن يجتهد ليصبح من أشهر الكتاب في الوطن العربي بعد ذلك.

محمد أركون الكاتب الجزائري والفيلسوف والأكاديمي الذي يواكب اليوم ذكري وفاته يعد من أبرز المفكّرين العرب المعاصرين، الذين راموا إلى تحديث المنهج والرؤية في دراسة الموروث الديني، من خلال ما كتب، على امتداد حياته، من إنتاج غزير يعكس تخصّصه.

نشأ "أركون" في عائلة فقيرة، وكان والده يملك متجراً صغيراً في قرية اسمها (عين الأربعاء) شرق وهران، فاضطر الأبن محمد أن ينتقل مع أبيه، ويحكي أركون عن نفسه بأن هذه القرية التي انتقل إليها كانت قرية غنية بالمستوطنين الفرنسيين وأنه عاش فيها تلك "الصدمة".

درس الأدب العربي والقانون والفلسفة والجغرافيا بجامعة الجزائر ثم سافر الي فرنسا لدراسة اللغة العربية وآدابها ن أستاذا لتاريخ الفكر الإسلامي والفلسفة في جامعة السوربون عام بعد حصوله على درجة دكتوراه في الفلسفة، ثم عمل كباحث مرافق في برلين عام 1986 و198، ثم شغل منصب عضو في مجلس إدارة معهد الدراسات الإسلامية عام 1994.

ويعدّ محمد أركون من أبرز المفكّرين الذين اهتمّوا بنقد العقل الديني انطلاقا من النصوص الدينيّة وأصول الفقه في علاقة بالظروف التاريخيّة والاجتماعيّة والسياسيّة والعقائديّة، متبنيا في ذلك مقاربات منهجية حديثة مثل الأنثروبولوجيا التاريخيّة، وقد سعى إلى تأسيس ما يعرف بـ"الإسلاميات التطبيقيّة"، من هنا كان اهتمامه بالمفاهيم وتاريخيتها مثل الدين والدولة والوحي والحرام والحلال والمقدس والعقل والمعرفة واللغة.. فقد عمل على تطويع المفاهيم النقديّة الحديثة لدراسة الظاهرة الدينيّة الإسلاميّة"

تجلّت مواقفه من خلال كتاباته المختلفة التي كتبت في قسم كبير منها بالفرنسية وترجمت إلى العربيّة، ومنها: "الفكر العربي"، "الإسلام بين الأمس والغد"، "تاريخية الفكر العربي الإسلامي"، "الفكر الإسلامي قراءة علمية"، "الإسلام، الأخلاق والسياسة"، "الفكر الإسلامي نقد واجتهاد"، و"نزعة الأنسنة في الفكر العربي".

حصل على مجموعة من الجوائز والأوسمة مثل جائزة ليفي ديلا لدراسات الشرق الأوسط ، وجائزة ابن رشد للفكر الحر، ودكتوراة فخرية من جامعة أكسيتر وغيرها.

وتُوفي محمد أركون يوم 14 سبتمبر 2010 ودفن بمقبرة الشهداء في العاصمة المغربية الرباط.