الأربعاء 8 مايو 2024

بالصور «الحصري».. خادم القرآن الذي أصبح شيخ قراء الزمان

14-9-2017 | 22:00

كتب: أحمد عبد العزيز

تظلّنا هذه الأيام الذكرى المئوية لميلاد خادم القرآن وشيخ قراء الزمان، محمود خليل الحصري، الذي يمثل بصوته العذب، وقدراته اللغوية الهائلة، علامة فارقة في تاريخ دولة التلاوة في العالم الإسلامي بأكمله، وكيف لا وهو مدرسة فريدة في التلاوة، أمتع من خلالها عشاق الأصوات البديعة، بأول مصحف مرتل للإذاعة المصرية، وأول مصحف معلم، أيضا، كما أنه أول من سجل القرآن كاملا بتلاوتي حفص، وورش، وقرأ الكثير من سور القرآن الكريم، بالقراءات العشر.

رحلة مبكرة مع القرآن  

ولد الشيخ الجليل في قرية شبرا النملة، التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية في 17 سبتمبر عام 1917، وكان والده من أهالي قرية سنورس بمحافظة الفيوم.

والتحق الحصري الصغير مبكرا بكُتّاب القرية، مع بلوغه الرابعة من العمر، ليبدأ رحلته مع حفظ كتاب الله، ليتمه في الثامنة.

وتعلم محمود خليل الحصري، التجويد فكان يذهب إلى مسجد القرية في صلاة العصر ليقرأ ما يتيسر من آيات الذكر الحكيم، وسط استحسان، من المستمعين، أكسبته شهرة واسعة.

وعند بلوغه الـ12 من العمر التحق الحصري الصغير بالمعهد الديني في مدينة طنطا، ودرس به حتى المرحلة الثانوية، ثم انقطع عن الدراسة ليتعلم القراءات العشر، وفي تلك الفترة كان يذهب لإحياء الليالي والمآتم، كلما دُعي إلى ذلك، إلى أن التحق  بالإذاعة عام 1944.

حصل الشيخ الحصري على أول أجر له من العمل بالإذاعة، وكان 30 قرشا فقط، وكان لم يزل في الـ27 من العمر، وفي عام 1948، صدر قرار بتعيينه مؤذنا لمسجد سيدي حمزة، بمدينة طنطا، إلا أنه طلب أن يكون قارئا للسورة رغم أن أجر الوظيفة الأخيرة أقل من الأولى، حبا في التلاوة.

مناصب شرفت به

وعُين الشيخ الحصري، شيخا لعموم المقارئ المصرية عام 1960، ثم مستشارا فنيا لشئون القرآن بوزارة الأوقاف، في عام 1963، ثم رئيسا للجنة تصحيح المصاحف ومراجعتها بالأزهر عام 1963، وبعدها عُين خبيرا فنيا لعلوم القرآن والسنة عام 1967 بمجمع البحوث الإسلامية.

أوسمة ونياشين

كان الشيخ الحصري، من أوائل قراء القرآن الذي نالوا تكريم الدولة، فمنحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1967، تكريما لتسجيله المصحف المرتل كذلك نال تقدير الملوك والرؤساء في العالم العربي والإسلامي.

رحلات وأسفار

كان الشيخ الحصري، ذائع الصيت؛ لذا كانت رحلاته الخارجية، وأسفاره متتالية، فزار الهند، لإحياء ليالي المؤتمر الإسلامي الأول بها، وقرأ في حضور الرئيس جمال عبد الناصر، والزعيم الهندي جواهر لال نهرو، كما قرأ القرآن في الأمم المتحدة أثناء زيارته لها، وقرأه في قاعة الكونجرس بالبيت الأبيض، بالإضافة إلى ترتيله القرآن في القاعة الملكية بلندن.

شمس القرآن لا تغيب

ولأن شمس القرآن لا تغيب، فإن رحيل الشيخ محمود خليل الحصري، في 24 نوفمبر عام 1980، لم يُغيّب سوى الجسد، أما الصوت فبقي، وسيبقى معلما، وملهما لكل محبي، وعشاق سماع تلاوة وترتيل كتاب الله، كما يجب أن يكون.

 

    Egypt Air