في 14 سبتمبر 2008، بينما يجتمع كل من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في أثناء انعقاد مؤتمر صحفي في بغداد، يفاجأ العالم أجمع بصحفي يخرج من بين الحشود موجهًا زوج حذائه صوب الرئيس الأمريكي، وكأنه يوجه له قبلة الوداع الذي يستحقها، ليتفاداها الرئيس الأمريكي بسرعةٍ فائقة، فتصيب أحدهم علم الولايات المتحدة الأمريكية في مشهدٍ نقلته وكالات العالم.
هذا الصحفي هو منتظر الزيدي، وهو مراسل صحفي عراقي ركّزت تقاريره على محنة الأرامل، والأيتام، والأطفال بسبب الحرب على العراق التي جاء هذا الموقف معبرًا عمّا لقاه الشعب العراقي من جرّاء هذا الاحتلال الغاشم.
وما إن وقع هذا الحدث حتى كان له عظيم الصدى على العالم، لا سيما العالم العربي، فانفجر شعراء مخلّدين هذا الموقف في أروع القصائد وأعظم الأبيات التي جاءت سريعة ومترجمة للموقف.
يقول الشاعر الفلسطيني المقيم في السعودية عيسى العدوي تحياته للحذاء وصاحبه عبر قصيدة "تحية إلى الحذاء العربي البغدادي”، حيث يقول مطلعها:
هذا مساء زها في ليله قمرُ * بدرًا تلألأ في بغداد "منتظَرُ”
يا قاصف الرعد من كفيك قد هطلت * تلك النعال على المحتل تنهمر
قد لاحقته سيول الرجم إذ نفرت * تلك الحشود إلى بغداد تعتمر
بينما يخلّد الشاعر اليمني محمد المطري "حذاء منتظر" في قصيدةٍ طويلة حملت عنوان "حذاء منتظر ووجه بوش"، حيث جاءت بلهجته المحلية تقول:
حذاء العز في وجه الحقارة * رمى به منتظر تسلم يمينه
أنا أشهد أن فيه قوة وجسارة * خسئ من قال مخطئ أو يدينه
فخلى بوش يحتل الصدارة * وختم النعل مرسوم في جبينه
حذاؤه منتظر أشعل شرارة * وفجّر ثورة الخوف الدفينة
زعيم الشر ما فاده وقاره * أهانه بالحذاء عارٍ يدينه
فصوت الحقد إن صاح مثل غارة * يزلزل كل طاغٍ في عرينه
كفى أفواهنا قولة خسارة * كفانا يا عرب دور الرهينة
بينما يقول شاعر مجهول في قصيدته:
هذا مساء زهـا فـي ليلـه قمـرُ
بدرًا تـلألأ فـي بغـداد "منتظَـرُ”
يا قاصف الرعد من كفيك قد هطلت
تلك النعال على المحتـل تنهمـر
قد لاحقته سيول الرجم إذ نفـرت
تلك الحشود إلـى بغـداد تعتمـر
قد راغ عنها ذليلًا دونمـا خجـل
لكنها طُبعت فـي قلبٍـه الصـور
إن عاش يذكرها في ليلـة قـدرٍ
أو مـات تلحقـه للقبـر تبتـدر
هذا حذاء رأى من نفسـه عجبًـا
ما عاد يشبهه شمـس ولا قمـر
يا أمة سكتت عـن ثأرهـا حقبـًا
هُبي فهـذا حـذاء قـام ينتصـر
ونجد شاعر آخر يقول:
اضرب فقد حان الحساب المنتظر
عجز الكلام بوصفكم يا منتظر
قد كان فعل حذائكم يا سيدي
للقادة النجباء درسًا مختصر
إن الطغاة إذا تمادى ظلمهم
صارت نعال الشعب سجيلًا حجر
ويذكر أن الرئيس بوش أكمل المؤتمر الصحفي مع المالكي، وفي تعليقٍ لبوش على الموقف -قبل 17 يومًا على انتهاء ولايته الدستورية كرئيس للولايات المتحدة- قال: “هذا أغرب شيء أتعرّض له”.
وذكرت القنوات أن الزيدي قد كُسرت ذراعه في أثناء اعتقاله من قبل الحرس القائمين على الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وأودع في أحد سجون العراق بعد الحادث مباشرة حتى خرج في مثل هذا اليوم، 15 سبتمبر 2009.