بقلـم: غالى محمد
أصبح فى حكم المؤكد أن يواصل الدولار انخفاضه وربما يقل عن ١٥ جنيهًا.
ورغم أن هذا يعد مؤشرا إيجابيا، لصالح الاقتصاد المصرى، ويؤكد كفاءة السياسات، التى يتم اتباعها منذ تحرير سعر الصرف، إلا أن هذا سوف يكون عديمًا للجدوى إذا لم ينعكس على انخفاض أسعار المستهلكين، وفورا ودون انتظار، نقول ذلك محذرين من ألا تنخفض الأسعار بعد أن انخفض سعر الدولار، لأن هذا سوف يعنى ببساطة تواطؤ الحكومة مع مافيا التجار وكبار المحتكرين، ليس من منظور الفساد فقط، ولكن من منظور فقدان الثقة فى الحكومة من جانب الشعب المصرى.
فإذا كان المصريون، خاصة محدودى الدخل والفقراء والطبقة المتوسطة، قد تحملوا الكثير من قبل تحرير سعر الصرف وما تلاه من ارتفاع الأسعار، وساندوا السياسات الاقتصادية للرئيس عبدالفتاح السيسى، فمن حقهم أن يتخلصوا من هذا الميراث الصعب، الذى تقف وراءه كل صور الفساد، بألا تنخفض الأسعار مع انخفاض الدولار، مثلما يحدث فى أى دولة أخرى فى العالم.
وأيًا كانت الحجج، التى سوف يسوقها أصحاب المصالح ومافيا التجار، لعدم خفض الأسعار، فلن يكون مقبولًا هذه المرة ألا تنخفض الأسعار، ونحن عندما نؤكد على ضرورة خفض الأسعار، فهذا من قيبل الحفاظ على الأمن القومى المصرى، والحفاظ على الحالة النفسية لأغلبية الشعب المصرى، الذى فقد البسمة والضحكة بسبب الارتفاع المخيف الحالى فى الأسعار، ليس أسعار المأكل والمشرب والملبس والدواء فقط، بل ارتفاع أسعار الخدمات كافة.
إنها صيحة شديدة، لمن تسول له نفسه، استغلال هذا الشعب وامتصاص دمائه بدوافع وحشية، لا يقف وراءها سوى جمع المال.
لقد طالب الرئيس السيسى بأن يصبر المصريون ستة أشهر، لكن البشاير تؤكد أن فترة الأشهر الستة سوف تقصر، بعد أن بدأ الدولار فى الانخفاض، وبشكل يؤكد استمرار هذا الانخفاض ربما لأقل من ١٥ جنيهًا للدولار، خلال الفترة القصيرة القادمة، ومن ثم لا بد أن تضرب الحكومة أعداء الشعب بيد من حديد، لكى تحقق أبسط القواعد الاقتصادية فى انخفاض الأسعار طالما انخفض الدولار، مثلما ترتفع الأسعار حينما ارتفع الدولار.
نتمنى ألا نسمع عن قاذورات مافيا التجار والقول، بأن انخفاض الأسعار يحتاج إلى أشهر، لكى تظهر آثار انخفاض أسعار الدولار، حتى ينسى المصريون الأمر ولا تنخفض الأسعار، بل تواصل ارتفاعها .. وهنا سوف تكون قمة المهزلة، التى تجعل الشعب المصرى يواصل سخطه على الحكومة، ويشعر بأن الفساد وتحالفات المافيا هى التى تسيطر على الأسواق.. «وكأنك يا أبو زيد ما غزيت».