الخميس 26 سبتمبر 2024

بالصور.. فعاليات ملتقى الفتاة العربية ضد التطرف والإرهاب

15-9-2017 | 20:16

كتبت_ دعاء برعى

شهدت القاهرة على مدار الأيام الأربع السابقة انعقاد الملتقى الثاني للفتاة العربية بعنوان"دور الفتاة العربية في مكافحة التطرف والإرهاب" تحت شعار (مشاركة، تنمية، إبداع) ضمن سلسلة ملتقيات تتبناها منظمة المرأة العربية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة المصرية.

ضم الملتقى مشاركة 75 فتاة عربية على التقريب تراوحت أعمارهن بين 18عامًا وحتى 35 عامًا، سفيرات لبلادهن من اليمن، وفلسطين، والإمارات، ومصر، وجيبوتي، ولبنان، والبحرين، وتونس، والسودان.

وناقش خلال جلسات ست منعقدة على مدار الأيام الأربعة تعزيز الهوية العربية لدى الفتيات المشاركات، والتعرف على مفهوم الإرهاب وتأثيره على النساء والفتيات وكيفية تمكين المرأة لمواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب، وتعزيز فكرة تحالف الحضارات وفقًا للخطة العربية الموحدة لتحالف الحضارات، كما ناقش التعرف على دور المرأة في حماية الأمن القومي ودور الإنترنت ووسائل الإعلام الحديثة في مواجهة التطرف والأفكار المغلوطة، ودعم الشباب العربي وتمكينهم في مبادرات قومية تنموية.

جاء ذلك عبر حوار مفتوح للفتيات المشاركات مع نخبة من أساتذة الجامعة والباحثين في مجال المرأة والإعلام مثلهم د. معتز بالله عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ود. يوسف الورداني معاون وزير الشباب والرياضة المصري، ود.غادة همام مدربة النوع الاجتماعي في مركز القاهرة لتسوية المنازعات وحفظ السلام، ود.محمد حبيب أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، ود.محمد منسي الخبير الإستراتيجي في الإعلام والتنمية حول الهوية العربية والمواطنة والتنشئة الاجتماعية السليمة للأجيال ضد الإرهاب.    

بوابة"الهلال اليوم" التقت بعض الفتيات المشاركات فكان هذا الحديث..

تقول عهد ياسين، 25 عامًا، مشاركة من اليمن: "شاركت في ملتقى الفتاة الثاني بهدف الاستفادة من الورش التوعوية لمكافحة التطرف والإرهاب لأعكسها على مجتمعي اليمني في ظل ما يشهده من انقسام وتطرف وإرهاب، إضافة إلى حرصي على تمثيل بلدي في تلك الظروف العصيبة، فالملتقى أعطاني فرصة للتعرف على فتيات من جنسيات مختلفة، والإلمام بمعلومات ومفاهيم أكبر عن التطرف والإرهاب وكيفية مواجهته".

وترى عهد أن مواجهة الفتاة العربية للتطرف والإرهاب تبدأ بالرفض وعدم الانصياع للمتطرفين كما فعلت في مواقفها التي تعرضت لها على يد الجماعات المتشددة بعد تتبعها بسيارة استوقفتها ووجهت لها تهديدات مباشرة حال عدم التزامها بالعباءة السوداء والنقاب، وأوصت عهد الفتاة العربية بأن تكون ناشطة ثقافيا وفاعلة مجتمعيا لمناهضة التطرف والإرهاب.

وأضافت: "أشتهي أن تنتهي الحرب في بلدي وأرى أن المرأة اليمنية الخاسر الأكبر في هذه الحرب حيث تفقد الزوج والابن والأب والشقيق وتتعرض لأبشع الممارسات والانتهاكات في ظل خطاب ديني وقبلي متطرف ساهم في إلزام المرأة بيتها والتضييق على حريتها في الزي الذي ترتديه، والتعليم، حيث إن الفتاة اليمنية في كثير من الأسر الآن لا تدرس في الجامعة منعا للاختلاط، وعاد الزواج المبكر بشكل كبير، وتراجعت قوانينها التي قد اكتسبتها قبل الحرب، ما أضعف دورها الفاعل في المجتمع، وبالتالي تبدلت نظرة الرجل لها فبعد أن كانت مساوية له في شتى المجالات ولها حريتها المستقلة وقوتها وآراؤها، باتت نظرته لها متخلفة".

التحدي بعيون فلسطينية

وأشادت نورهان المسارعي من فلسطين، 24 عاما، والتي تشارك للمرة الثانية في ملتقى الفتاة العربية المنعقد في مصر بدور الملتقى التوعوي للفتيات المشاركات على مدار الأيام الأربع السابقة وبخاصة جلسة د.محمد المنسي عن دور المبادرات التنموية الشبابية في خدمة قضايا المجتمع.

وأكدت أن أهم آليات الفتاة العربية لمكافحة التطرف والإرهاب هو النضوج الفكري لديها، ومعرفتها بمعنى الإرهاب الحقيقي، فكل ما يحول دون نجاحنا في التعليم والعمل وأمورنا الحياتية هو إرهاب فكري تتجلى فيه معاني الإرهاب الحقيقي.

واستطردت: "فلسطين من الدول العربية التي مورس ضدها الإرهاب لسنين طويلة، وعلى الرغم من الحصار والدمار الذي تعيشه، نجد أن نسبة الأمية لدينا تكاد تكون منعدمة، فحرص الفتاة الفلسطينة الكبيرعلى التعليم هو التحدي الحقيقي للإرهاب الإسرائيلي وأكبر نجاح تحققه تحت الحصار".

أما حليمة خليفة الصريدي، 23 عامًا، مشاركة من الإمارات ضمن مبادرة "سفراء الوطن" المعنية بتمثيل بلدها خارج الحدود فتقول إن عقد الملتقى الثاني للفتاة في مصر بعنوان "دور الفتاة العربية في مكافحة التطرف والإرهاب" في ظل ما يتعرض له الوطن العربي من تطرف وإرهاب يعطينا الفرصة للتعبير عن آرائنا وتقديم حلول تحد من الضغوط والتوترات التي يعيشها المجتمع العربي الآن.

وأضافت: “يمتد دور الفتاة الإماراتية في مكافحة التطرف والإرهاب إلى خارج حدود الإمارات من خلال مشاركاتنا كوفد إماراتي في كافة الفعاليات، أيضا إتاحة الإمارات لنا تلقي دورات عسكرية للمشاركة في الحرب على الإرهاب ولعل قدوتنا في ذلك الطيارة مريم المنصوري التي شاركت في الحروب على الحوثيين في اليمن”.

وأوضحت الصريدي أن مكافحة بلدها للتطرف والإرهاب تبدأ من المنهج التعليمي الجديد الذي طرح ضمن المواد التي يدرسها الطالب الإماراتي مادة "التربية الأخلاقية" وهي مادة تثقيفية تعرف الطالب بمعنى الإرهاب وتحثه على حب الوطن والوفاء له ونشر السلام والمحبة بين الناس، كما أشادت بدور شما المزروعي وزيرة الشباب الإماراتية التي تهتم بطرح مشكلات الشباب من خلال جلسات نقاشية حوارية تنتهي إلى حلول مؤكدة.

حليمة فتاة تعمل في المجال الدبلوماسي منذ 4 سنوات، خطت أولى خطواتها تجاه القيادة وهي طالبة جامعية نائبة لمجلس الطالبات في تقنية الفجيرة، ومثلت بلادها في 30 مشاركة دولية سابقة تتمنى أن تكون قائدة تغير في المجتمع وتساهم في تذليل الصعاب التي تواجهه.

فيما حملت انتصار فتاح، 22 عاما، مشاركة من جيبوتي، تساؤلا دار بذهنها وهي في طريقها إلى الملتقى تلخص في "لماذا الوطن العربي هو من يعاني دائما؟" ربما جاوبت عليه جلسات الملتقى على مدار الأيام الأربع.

وعاشت انتصار مأساة وفاة شقيقتها في أزمة صراعات اليمن بعد أن ذهبت وأسرتها إلى اليمن في رحلة علاجية لوالدتها، وتقول: "أرى أن قبول الآخر والبعد عن العنصرية أهم أسلحة محاربة التطرف والإرهاب".

وأشادت المتحدثات لـ"الهلال اليوم" بالدور البارز للفتاة والمرأة المصرية في شتى مجالات مجتمعها وتمتعها بثقافة حرية لا يستهان به بحسب وصفهن، ما يساهم في النهوض بمجتمعها.

وأضفن أن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي 2017 عـامًا للمرأة المصرية وتكريمها في كافة مناحي العمل دليل على اهتمام القيادة السياسية بالمرأة في مصر، وإعلاء دورها المجتمعي.

وفي حفل ختام فعاليات الملتقى اليوم الجمعة الذي حضرته د. مليكة الصروخ نائبة المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية طرحت الفتيات المشاركات مبادراتهن في مواجهة التطرف والإرهاب، وحملت مبادرتي فتيات اليمن عنواني "تحالف أمن عدن" و"أمي اليمن"، وحملت مبادرة فتيات مصر بالتعاون مع فتيات لبنان عنوان"اقبلني"، وفلسطين مبادرة "لا تفرقنا"، والإمارات "فوق بيتنا علم"، والبحرين "مدينة شباب 2030" والسودان "شباب بلا حدود".

وانتهى الختام بتسليم شهادات تقدير للفتيات العربيات المشاركات.

ثلاثة أشهر هي مدة الإعداد لهذا الملتقى الذي اختير عنوانه ليعبر عن الأوضاع الحالية التي تشهدها مصر والدول العربية وأهمية توعية الفتاة العربية بدورها في المكافحة ضد التطرف والإرهاب بحسب د. أسماء إسماعيل الأخصائية بوزارة الشباب والرياضة وجاء ضمن شروط المشاركة أن يكون لدى الفتاة المشاركة مبادرات تنموية في بلادها.