كتبت- أماني محمد
سويعات قليلة وتنطلق الدراسة الرسمية بأغلب الجامعات المصرية، بنظام جديد أقره المجلس الأعلى للجامعات وهو بدء العام الدراسي بتحية العلم المصري في الجامعات كافة في اليوم الأول فقط من السنة الدراسية الحالية، بهدف خلق روح الانتماء لدى الطلاب.
وأوضحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في بيان لها الجمعة، أن أداء تحية العلم والنشيد الوطني الذي ناقشه المجلس الأعلى للجامعات في اجتماعه الخميس الماضي، جاء في إطار تأكيد الوزير على أهمية ممارسة الأنشطة الطلابية في كافة المجالات العلمية والثقافية والرياضية على مدار العام الدراسي، والتي تستهدف البناء المتوازن للطالب الجامعي.
وأكد أن المجلس حرص على غرس ودعم قيم الانتماء لدى طلاب الجامعات بكافة الأنشطة، مثمنًا أداء تحية العلم والنشيد الوطنى لجمهورية مصر العربية في اليوم الأول لبدء الدراسة صباحا بكل جامعة احتفالا ببدء العام الجامعي الجديد بحضور السادة رؤساء الجامعات ونواب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ومجموعة من الطلاب والعاملين أمام المركز الإداري الرئيسي لكل جامعة تأكيدا على روح الانتماء والاعتزاز بالوطن.
ويبدأ العام الدراسي، اليوم، بتحية العلم وأداء النشيد الوطني أمام المركز الإداري الرئيسي لكل جامعة احتفالا ببدء العام الجامعي الجديد، على أن يفتتح الدكتور خالد عبد الغفار، العام الدراسي بجولة في جامعتي عين شمس والقاهرة.
تحفظ الطلاب
فيما أثار القرار حفيظة وسخرية بعض الطلاب، فبسام فرج، الطالب بجامعة الزقازيق قال:" أطالب بأن أكون قائد طابور الصباح في الجامعة وأنا من أقول تحية العلم ونشكل فريق للشرطة الجامعية للتأكد من مشاركة الطلاب في الطابور"، مضيفا "كنت أنا من أقود طابور الصباح في المرحلة الابتدائية وكنت أشعر وقتها بشموخ حين أقول تحية جمهورية مصر العربية والمدرسة أجمعها تردد من بعدي".
ووصفت إسراء سمير، الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية البنات بجامعة عين شمس، الفكرة بأنها "فاشلة" وليست ذات جدوى للطلبة وصعب تطبيقها، قائلة إن إمكانية جمع الطلاب في وقت واحد في مكان واحد غير قابلة للتطبيق فكل ينزل وفق جدول محاضراته وحسب رغبته خاصة في الأسبوع الأول من الجامعة كما أنهم يكونوا مهتمين بلقاء أصدقاءهم وليس المحاضرات أو أية التزامات.
أما عبد الرحمن محمد، الطالب بكلية الحقوق بجامعة القاهرة قال:" تحية العلم وطابور الصباح أمر انتهى من حياة الطالب مع انتهاء المرحلة الابتدائية، متسائلًا:" كيف يقف الطالب الجامعة ليحيي العلم وهو في مرحلة مختلفة معروفة بالانطلاق وعدم الالتزام بالقيود؟"، مضيفا "الانتماء والولاء للوطن لن يكون بالوقوف أمام العلم أو ترديد النشيد الوطني بل بالحقوق التي يحصل عليها الشاب في دراسته وبعد تخرجه".
أما على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» سيطرت السخرية والتهكم على القرار، فتداول المستخدمين من الطلاب منشورات ساخرة عن الفكرة متسائلين "والطابور هيبدأ الساعة كام؟" وأنه يجب وضع درجات أعمال السنة على المشاركة في الطابور الصباحي، وأطلقوا عددا من الصور الساخرة "كوميكس" عن الفكرة.
فكرة جيدة في وقت خاطئ
عادل عامر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، قال إن قرار تحية العلم في الجامعات من حيث الفكرة فهو أمر جيد لأنه يخص الولاء والانتماء للوطن وعودة الروح المصرية الأصيلة للشباب، مضيفا أن المرحلة الجامعية يسبقها مراحل أخرى للطالب وكان من الأولى أن تعمق أفكار الانتماء والولاء للوطن من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية.
وأوضح لـ«الهلال اليوم» أن التركيز في مراحل التعليم الأساسي وما قبل الجامعي من خلال مناهج التربية الوطنية هو أمر هام، فكان الطالب يدرسها ويحفظ فيها المبادئ الوطنية ويتعلم منها عدد من المهارات الشخصية منها العمل في جماعات وتدريب التلميذ على سمات الخطابة والعمل في فريق والولاء وأنشطة أخرى.
وأضاف عامر أنه يتمنى أن يكون هناك تواصل بين وزير التربية والتعليم والتعليم العالي فيما يخص مادة التربية الوطنية وتفعيل الأنشطة داخل المدارس والجامعات وإعادة مفاهيم الانضباط والولاء داخلهم وخاصة في مراحل التعليم المبكرة مع بدايات الطفل في المدرسة لكي يصير عضوا مشاركا في المجتمع بعد كبره.
أما فيما يخص العام الدراسي الجديد، فقال عضو لجنة التعليم بالبرلمان، إنه بالتوازي مع الاهتمام بالصيانة الدورية للمباني داخل الجامعات وقاعات التدريس والمدرجات يجب الاهتمام بالمحتوى وما يقدم للطالب وخاصة في المحاضرات الأولى بأن يشرح الأستاذ الجامعي للطلبة موضوعات المادة التي سيدرسونها خلال العام والمراجع التي سيلجؤون إليها للحصول على المعلومات اللازمة للمادة.
وطالب بتفعيل دور المواقع الإلكترونية لكل كلية وكل قسم داخلها، حيث يضع الأستاذ الجامعي جميع محاضرات المادة التي يدرسها للطالب على الموقع الرسمي للكلية ليسهل الحصول على المعلومة بطريقة تتواكب مع روح العصر الحالي وتكون متاحة طوال الوقت.