الجمعة 17 مايو 2024

من بينهم عفاف راضى والحجار وطارق فؤاد .. أصوات ذهبية أطلقها فى سماء الأغنية

16-9-2017 | 12:41

كتب : عمرو محيي الدين

أكد عدد من المطربين الكبار الذين تعاونوا مع الموسيقار بليغ حمدي فى بداية مشوارهم الفني على إيمانه بالشباب، ورغبته فى صناعة حركة موسيقية جديدة مختلفة ومتميزة بأصوات جديدة متميزة.. ليكتشف بليغ حناجر ذهبية تعلق بها الجمهور فى كل ما قدموا من أغان.. تحدث المطربون الذين تعاونوا مع بليغ عن بداياتهم معه ومواقفهم التى لا ينسونها مع الموسيقار الكبير.

يقول الفنان طارق فؤاد : فى أواخر أيام الموسيقار بليغ حمدي كنت أصطحبه فى أي مكان يود الذهاب إليه ولم أفارقه للحظة ، ولا يعلم الكثيرون أنه لحن لى موشحا وأغنية عاطفية لم يخرجا إلى النور بعد، كما أنه لحن لي أغنية "أنا من البلد دي" التى لاقت نجاحا كبيرا وقتها.

ويضيف طارق فؤاد: أعطى الله بليغ حمدي النفس الملهمة فى ألحانه فكان متمكنا من إضفاء أجمل التيمات بشكل بسيط ومع ذلك تجدها " تكسر الدنيا"، وأذكر له موقفا أثناء تسجيلنا لأغنية " أنا من البلد دي" حيث أصابته وعكة مفاجئة فطلب ألا يسجل لأحد من المطربين المشاركين فى الأوبريت إلا أنا وكان وقتها بجانبي عماد عبدالحليم ومنى عبدالغنى فقد كان مقتنعا بي ويعلم قيمتي وأول من شجعني ووقف بجانبي.

ويؤكد طارق فؤاد: كان متواضعا جدا فعندما لحن "انا من البلد دي" أخذ رأيي إذا كان الأنسب أن نجعل الغناء فى الأوبريت للبنات فقط أو للأولاد فقط فقلت له من الأفضل تقسيم الأغنية مناصفة واستجاب لكلامي وقتها، وأنا أعتبر أن بليغ صنع حركة جديدة فى التلحين بأغنية " أنا من البلد دي"..

ويقول طارق فؤاد: كان بليغ محبا جدا للحياة حتى فى أواخر أيامه، وكان لديه أمل كبير بأنه سيظل يعمل حتى النهاية دون أي كلل، وستظل ألحانه خالدة لأنه من العظماء فى مجاله فكما كان نجيب محفوظ عظيما فى الأدب كان بليغ حمدي عظيما فى الموسيقى، ويكفى أنه لحن أغنية لأم كلثوم وهو فى الـ 23 من عمره، لذلك كان مؤمنا بالشباب بشكل كبير.

يقول المطرب الكبير على الحجار: الفضل بعد ربنا يعود إلى أبي وبليغ حمدي فى أن أصبحت على الحجار، فقد رآنى بالصدفة فى التليفزيون فى برنامج من تقديم الدكتورة رتيبة الحفني اسمه «الموسيقى العربية» تقدمه كل يوم جمعة، وكنت وقتها فى فرقة اسمها التخت العربى لإحياء التراث نغنى من خلالها الموشحات والأدوار القديمة فرآنى بليغ وأنا أغنى صولو فى موشح من الموشحات فأرسل إليّ شخصا يبلغنى بأن بليغ يريد مقابلتي، فذهبت إليه وقابلنى السكرتير الخاص به فقلت له إن الموسيقار بليغ طلب مقابلتي، فلم يبال السكرتير بالأمر وتظاهر بأنه دخل إلى مكتب الموسيقار بليغ حمدى وخرج ليقول لى إنه مشغول ومعه ناس فى المكتب فانصرفت، فأرسل لى فى اليوم التالى الخادمة الخاصة به عند منزلي وأخذتنى هي إليه فى منزله وجلست مع بليغ نعزف العود وأذكر أنى وقتها عزفت أغنية من أغاني والدي، وأنا من عادتى عندما أندمج فى الغناء أغمض عيني، وعندما قمت بفتحها وجدت بليغ حمدي يبكي بالدموع، ويقول " إيه ده .. مصر لسه ولادة" واهتم بي قرابة العام ونصف العام، أذهب إليه كل يوم الساعة 11 صباحا ونعزف البيانو أو العود معا.

ويضيف الحجار: بليغ كان مثقفاً موسيقيا، يكتب نوتة، واللحن يكون فى ذاكرته ويكتبه على النوتة، وقدمنى فى رأس السنة عام 77 وهو يجلس مع مذيعين، قام بتقديمى تقديماً رائعاً بأغنية "على قد ما حبينا" كلمات عبدالرحيم منصور وكان يذهب إلى الإذاعة صباحا ليطمئن على إذاعة الأغنية.

ويكمل: لحن لي أغنية " على قد ما حبينا" و" قالت" وهى أغنية وطنية تتحدث عن مصر فقط، و " على سفر" و" طاب العنب" وبعد ذلك قام بعمل عقد معي لينتج لي أغاني ومنذ ألبوم "اعذريني" بدأت أنتج ألبوماتى ووقف معي وقتها حيث لحن لى " أحبابنا من عشمهم راجعين لينا تانى" و" لما انت ناوي على السفر" وفى ألبوم متصدقيش " ما بلاش نكدب على روحنا" كلمات سيد حجاب ثم أغنية تتر بوابة الحلواني التى تعتبر آخر أعماله.

ومن جانبها قالت الفنانة عفاف راضى إن الملحن الكبير بليغ حمدى هو أول من تبنى موهبتها لإيمانه الشديد بالشباب، فكان يريد أن يصنع ألحانا مبتكرة بصوت الشباب، ولا أعرف كيف سمع عني، ولكن ما قيل لى إنه استيقظ يوما من النوم فقال لمن حوله أريد أن أقابل عفاف راضي، وكنت يومها فى حفل فى الجامعة الأمريكية ووجدت أخي ماهر يدخل لى المسرح ويقول لي بليغ حمدى عايز يشوفك .. ذهبت لأقابله ،وعندما التقيت به للمرة الأولى غنيت عددا من الأغانى أمامه منها موشحات لرياض السنباطى الذى كان يقوم بالتدريس فى معهد الكونسرفتوار كما غنيت أغنية أخرى لـ "الرحبانى"، حتى أظهر امكانيات مختلفة، فأعجب جدا بصوتى وقرر أن يقف بجانبى حتى تخرج موهبتي إلى النور.

وتضيف راضي: حاول أن يغير اسمى إلى جميلة وهذا الأمر ضايقنى جدا، وكنت صغيرة وقتها لا أعرف كيف سأرد على بليغ حمدي وأقول له إننى لن أغير اسمي!!.. ولكننى أحب الصراحة وجلست افكر فى الأمر طوال الليل، وفى الصباح قررت أن أقول له فى جرأة أنا لن أغير اسمى وسأظل عفاف كما أنا .. ولم أتوقع رد الفعل إذ وجدته يضحك من قلبه ويقول لي " هذا مجرد اقتراح فقط.. بلاها جميلة خالص"

وتؤكد: قدمت أغنية "ردوا السلام" من ألحانه، وقدمتها وقتها فى مسرح الإسكندرية وتفاعل الجمهور معها جدا، وهذا ما أسعدنى لأن الجمهور الاسكندراني ذواق بطبعه وإذا نجحت أغنيه بينهم إذن فهي متميزة.. وبالفعل تمت إذاعتها على كل محطات الراديو وقتها، ولكن أصعب ما فى الأمر أننى عندما قدمت أغنية "ردوا السلام" كانت فى نفس حفل يحييه العندليب عبدالحليم حافظ

وتتابع: بعد نجاح " ردوا السلام" قدمت من ألحانه أغنيات "هوى ياهوى" ، "تساهيل والرزق على الله" ،"لمين ياقمر" وأغانى أخرى كثيرة أعتز بها.