سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تحذيرات مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفث من أن استمرار الصراع في السودان قد ينجم عنه أزمة إنسانية واسعة النطاق.
وأضافت الصحيفة في تقرير صحفي أنه في الوقت الذي يحذر فيه المبعوث الأممي من كارثة إنسانية، ما زال طرفي الصراع في السودان يتبادلان الاتهامات بشأن خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلا إليه والذي انتهي العمل به مساء أمس الإثنين ومن المتوقع أن يتجدد لمدة 72 أخرى.
ويضيف التقرير أن القوات النظامية التابعة للجيش السوداني أعربت عن أملها أن تلتزم قوات الدعم السريع باتفاق وقف إطلاق النار، موضحا أن المواجهات بين كلا الجانبين لم تتوقف خلال الأسبوع الماضي على الرغم من التوصل لأكثر من اتفاق لوقف إطلاق النار.
ويضيف المبعوث الأممي أن الوضع بات حرجا في العديد من المناطق حيث يعاني العديد من الأسر في ظل عدم توافر الاحتياجات الأساسية للحياة مثل المياه والغذاء ومواد الطاقة.
ويوضح التقرير أن المصادمات المسلحة بين الطرفين والتي اندلعت في الخامس عشر من أبريل الماضي خلفت العديد من الضحايا والخسائر مما دفع عشرات الآلاف إلى الفرار من مناطق الصراع كما دفعت العديد من الدول إلى الإسراع بإجلاء رعاياها خوفا من التداعيات السلبية لتلك المصادمات.
ويسلط التقرير الضوء في هذا السياق على تصريحات مبعوث الأمم المتحدة للمنطقة مارتن جريفث التي يؤكد فيها أن الوضع الإنساني في السودان على وشك الانهيار، مشيرا في نفس الوقت أن الوحيد والعملي لتحسين تلك الأوضاع هو نهاية المواجهات المسلحة بين الطرفين.
ويتناول التقرير في هذا الصدد تصريحات الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرث التي يشير فيها إلى غياب أي ترتيبات لمفاوضات بين الطرفين من أجل وضع نهاية للمصادمات المسلحة، موضحا في نفس الوقت أن العديد من قادة دول المنطقة وخارجها يبذلون جهودا حثيثة لدى طرفي الصراع في السودان من أجل التوصل لتسوية للأزمة الحالية.
ويسلط التقرير الضوء كذلك على الإحصائيات الصادرة عن وكالة الأمم المتحدة للاجئين التي تشير إلى أن مايقرب من 6,000 فروا خلال الأسبوعين الماضيين إلى دولة أفريقيا الوسطى على الرغم من أنها واحدة من أشد دول العالم فقرا.
ويوضح التقرير في الختام أن تلك المواجهات المسلحة تأتي في وقت يعاني فيه ما يقرب من ثلث سكان السودان، التي يبلغ تعدادها حوالي 46 مليون نسمة، من الفقر الشديد ويحتاجون إلى المعونة الإنسانية.