الجمعة 25 ابريل 2025

مقالات

«نزيف القلم».. اليوم العالمي لحرية الصحافة

  • 4-5-2023 | 01:24
طباعة
حرية التعبير عن الرأي، هي العمود الفقري للصحافة، تقوي الصحف ووسائل الإعلام بمدى الثقة التي تكتسبها من المتلقي، ويمنحها القراء للصحافة حينما تعبر عن آلامهم وأحلامهم، حينها فقط، يكون لـ«نزيف القلم» معنى وقيمة لدى القارئ، حينما يملك الصحفيين أدوات المهنة واحترام عقلية المتلقي، ونقل الحقيقة المجردة إلى القارئ.. تقوي الصحافة. مرت صناعة الصحافة خلال العقود الثلاثة الأخيرة بتطورات متسارعة، وأمواج متلاطمة سواء على مستوى الشكل الفني الذي خلق صورة جديدة من الصحافة الإلكترونية، التي استظهرت معها مفاهيم جديدة، وبدلت مفاهيم أخرى كان لها آثارها على صناعة الصحافة، من بينها «خوارزميات محركات البحث»، التي تحدد معايير معقدة لظهور المحتوي، وفي أغلب الأحيان يقوم المحررين بالتحايل عليها عند صناعة المحتوي الذي يحصل عليه مستخدمي المواقع الالكترونية. وبالرغم مما أنتجته «ثورة التقنية» من أدوات تساعد محرري المحتوي، في كشف الحقائق والتأكد من مدى صحتها، مما يعد إضافة مهمة لتقديم محتوي مهني ودقيق، إلا أن الأمر يخضع في بعض المؤسسات والمواقع الإلكترونية إلى حسابات السبق وتحقيق المشاهدات التي يتم ترجمتها إلى أرباح مادية، بينما تأتي المعايير المهنية في مرحلة تالية، وهو الأمر الذي يجعل الجمهور يفقد الثقة بتلك المنصات الاخبارية، وهي نفسها تقع تحت ضغط التمويل الذي يؤثر بشكل كبير على ممارستها المهنية، وهنا.. تضعف الصحافة. وتظل الصحافة دائما في حالة صراع بين رغبتها في نقل الحقيقة للجمهور، وبين من يغتال تلك الحقيقة، الذي يدفع باتجاه رواية جانب واحد من القصة الخبرية، وفي تلك اللحظة قد يدفع الصحفي حياته ثمنا للحقيقة، وهذا ما يحدث بشكل دائم في مناطق الصراع والنزاعات، و كانت قصة الشهيدة شيرين أبو عقلة التي قضت في 11 مايو 2022 أثناء تغطيتها لأحداث اقتحام جيش الاحتلال لمخيم جنين، لقد دفعت دمائها ثمنا لرواية الحقيقة، بينما هناك قاتل آثم قتلها حتي لا تخرج الحقيقة للعالم، هل ما زال القارئ يتذكر حق الزميلة في اليوم العالمي لحرية الصحافة؟ وفي زمن تكثر فيه النزاعات حول العالم تتحول الصحافة في مناطق الخطر إلى أبرز أدوات القوة الناعمة المستخدمة كأحد القذائف الاخبارية، علي المواقع الصحفية، وهو ما يمكن أن نلمحه في التغطية الخبرية للحرب بين روسيا وأوكرانيا، ومؤخرا ما يجري في التغطية الخبرية للصراع في السودان، وتبدو فيها انحيازات وسائل الإعلام لطرف بعينه وفقا لسياسات ملك الوسيلة، بينما المتلقي عليه اختيار المنصات الخبرية التي تتوافق مع انحيازه. يظل المشهد الصحفي معقد على كافة المستويات، لكن تلك المهنة تحمل وجوه عدة، يجب علينا أن نتعامل معها فهي رسالة يجب أن يحترمها الصحفي ويقدمها وفق معايرها وبشكل مهني واضعا خط فاصل بين وجهة النظر والخبر، وعند الخطأ عليه أن يملك شجاعة الاعتذار للقارئ. والصحافة صناعة تسعي أيضا لتحقيق الأرباح، لكنها صناعة لها طبيعة خاصة، فهي من تقوم ببناء الرأي العام والحفاظ على تراث وثقافة المجتمع، والفصل بين الاعلان والتحرير في تلك الصناعة هو بداية لصناعة اسم لـ«مؤسسات» تظل على قيد الحياة. علينا أن ندرك ان تطور الوسائط التكنولوجية، وتسارع دور الذكاء الاصطناعي في الصحافة، يؤثر بشكل كبير يوما بعد يوم على تلك المهنة ومستقبلها، يجب أن يكون لدينا تصور واضح عن المستقبل للحفاظ على تلك المهنة.

الاكثر قراءة