الإثنين 6 مايو 2024

الأعلى للثقافة يحتفى بالدكتور محمود نحلة ويناقش «آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر»

د. محمود نحلة

ثقافة4-5-2023 | 18:15

همت مصطفى

أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي، ندوة لمناقشة كتاب: «آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر»، للدكتور محمود نحلة، ونظمتها لجنة الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة، وذلك عصر أمس الأربعاء 3 من شهر مايو الجاري في قاعة المجلس الأعلى للثقافة.

وأدار الندوة: الناقد الأدبي الدكتور أحمد درويش؛ أستاذ النقد الأدبي والأدب المقارن والبلاغة بجامعة القاهرة، بحضور مؤلف الكتاب الدكتور محمود نحلة؛ أستاذ العلوم اللغوية بجامعة الإسكندرية، وشارك كل من: الدكتورة سحر شريف؛ أستاذة اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، والناقدة الأدبية الدكتورة فاطمة الصعيدي؛ الأستاذة بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان، والدكتور محمد العبد؛ عالم اللغويات الكبير، والدكتور مدحت عيسى مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، والدكتورة نجوى صابر؛ الأستاذة بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية.

تناولت الدكتورة سحر شريف موضوع الاتجاه التواصلي في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وهو البحث المنشور في كتاب الدكتور محمود نحلة، وأوضحت أنه ذكر الاتجاه التقليدي الذى لا يحفل إلا للغة المكتوبة، ويتخذ من نماذج القواعد النحوية التي وضعت في الأصل للغات نموذجًا يحتذى به، وبين أن هذا الاتجاه لا يفيد الدارس؛ لأنه لا يستطيع استخدام اللغة فى تجلياتها الحية حديثًا واستماعًا، والاتجاه الثاني هو اتجاهٌ بنوى سلوكى يُعنى بظاهر اللغة ونظامها التركيبي؛ فيجعل اللغة المنطوقة أكبر همه، أما الاتجاه الثالث؛ فهو الاتجاه التواصلي الذى يُعنى بتنمية القدرة التواصلية للدارس، من خلال تعلم اللغة في إطارها الاجتماعي والثقافي، والاهتمام بتعليم اللغة لتحقيق التواصل المباشر حديثًا واستماعًا، وتحقيق التواصل غير المباشر قراءةً وكتابةً من خلال مواد تعليمية أصيلة، تقوم على استخدام اللغة في مواقف اجتماعية وثقافية حية.

ثم تحدثت الدكتورة نجوى صابر الأستاذة بقسم اللغة العربية بجامعة الإسكندرية، وقرينة المحتفى به الدكتور محمود نحلة، مؤكدة أن أكثر ما يلفتها فيما يكتب الدكتور محمود نحلة هو الجدة، الجدة في اختيار موضوعات في الأغلب لم يسبقه إليها أحد من قبل، وبكل تأكيد الجدة فيما يتناوله في هذه الموضوعات سواءٌ أكانت جديدة أم تحدث فيها قبله آحادٌ من الناس أو عشرات؛ فهو لا يتحرك لكتابة بحثٍ علمي إلا إذا وجد فجوةً بحثية لم يملأها أحد من قبله، وتابعت مشيرة إلى أحد أبحاث الدكتور نحلة واصفة إياه بالموضوع الرائد، يثير فيها الشجن والحيرة والألم، وعنوانه: (تشخيص الوضع الراهن للغة العربية: عناصر البقاء ونذر الفناء».

 وتابعت حول هذا الموضوع مؤكدة:  أن الدكتور محمود نحلة قد قام بالتشخيص لهذا الموضوع وقامت هي من خلال القوى الناعمة مثل الشعر والمسرح والغناء، بمحولاتٍ عملية جادة للتمكين للغة العربية في نفوس أبنائها؛ لدعم عناصر القوة وإضعاف عناصر الضعف ما استطاعت إلى ذلك سبيلًا، من خلال ما قدمته وما زالت تقدمه من ليالي اللغة العربية، التي شهدها القاصي والداني في مسرح مكتبة الإسكندرية ودار الأوبرا بالإسكندرية، كما ستعقد ليالي اللغة العربية قريبًا بدار الأوبرا المصرية في القاهرة، وفى مختتم كلمتها أكدت أن تشخيص الدكتور محمود نحلة لم يذهب سدًا؛ فقد حركه في كتابة هذا البحث ما تردد في الآونة التي سبقت كتابته من صيحاتٍ عالية، هي أشبه بصيحات الاستغاثة أو النداء الأخير، منذرة بخطرٍ ماحق مما تعرض له اللغة العربية في هذا العصر، إن لم تتداركه همة أهلها فسوف يفضى بها إلى موتٍ محقق»

أوضح الدكتور محمود نحلة أنه حاول في كتابه: (آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر) أن يستشرف آفاقًا جديدة في البحث اللغوي المعاصر؛ تتجاوز الأنماط الشائعة منه مجالًا ومنهجًا، بالبعد عما تغرق فيـه مـن الجزئيات التي أصبحت تسدّ علينا كل منافذ الرؤية الشاملة، والبحث عن آفاق من التنظير أوسع وأرحب، وأكثر قدرة على التجديد والتطوير، ومواكبة العصر الذى نعيش فيه، وذلك هو الجامع بينها على اختلاف الموضوعات التي تناولها، وهذه الأبحاث ليست منبتة الصلة عن التراث اللغوي العربي، بل تقف منه على أرض ثابتة مفضِلة أن تقرأه قراءة معاصرة تفيد من اتجاهات الدرس الحديث، ومناهجه وطرائقه في رصد الظواهر اللغوية، ومعالجتها على نحوٍ مضبوط، يُمَكنها من الكشف عن ملامح نظريات عربية الوجه واللسان موازيــة لنظريات غربية معاصرة، أو عن ظواهر لم يعرض لها علماء العربية القدماء، ومن صدر عن منهجهم من المحدثين، أو عرضوا لها ولكن لم يوفرها حقها من البحث الكاشف لها والمحيط بها؛ تجديدًا للنظر في هذا التراث اللغوي القديم وكشفًا عن كنوزه المختبأة، وبيانا لعناصر القوة فيه، وإصلاحًا لما قد يكون فيه من جوانب النقص والقصور، وهى لا تقتصر على التراث النحوي، بل تفيد من التراث اللغوي العربي كله الموزع بين كتب النحو واللغة والبلاغة والفقه وأصول الفقه والقراءات، والتفسير والمعجمات بما هو تراث لغوى واحد، ومن هذه الأبحاث ما يعرض الجوانب من الدرس لم يعن بها الدارسون العرب العناية الواجبة كالتصنيف النوعي للغات ومكان العربية فيه، وما في اللغة العربية منها ووظائف اللغة، وفى مختتم كلمته تمنى الدكتور محمود نحلة تكون هذه الأبحاث بمثابة الحافز الحقيقي للباحثين، وأن تدفعهم إلى ارتياد آفاق جديدة من البحث اللغوي المعاصر، أو أن تلقى بحجر في ماء البحث اللغوي الراكد.

و شهدت الندوة تكريم المجلس الأعلى للثقافة للدكتور محمود نحلة، اعترافًا بما قدمه من جهود ومنجزات بارزة في مجال اللغة العربية، وقد منح درع المجلس الأعلى للثقافة، وسلمه له رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية الأستاذ وائل حسين شلبي.

جانب من الندوة

Dr.Randa
Egypt Air