رفعت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة، حالة الطوارئ المفروضة بسبب كوفيد-19، والتي أودت خلال أكثر من ثلاث سنوات بأرواح "20 مليون شخص على الأقلّ" وأثارت فوضى اقتصادية كبيرة، باعتبارها لم تعد تشكّل حالة طوارئ صحية عالمية، وذلك بعد اجتماع لجنة الطوارئ للمرة الخامسة عشرة، وأوصى المدير العام للمنظمة «تيدروس أدهانوم جيبرييسوس»، بإعلان إنهاء حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقًا دوليًا.
تحذيرات مدير الصحة العالمية من التهاون
وقال مدير الصحة: «بأمل كبير أعلن انتهاء تصنيف كوفيد ١٩ على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، ومع ذلك ، هذا لا يعني أن كوفيد ١٩ قد انتهى كتهديد للصحة العالمية. الأسبوع الماضي، أودى الفيروس بحياة شخص كل ثلاث دقائق - وهذه فقط الوفيات التي نعرفها».
وأضاف «أسوأ شيء يمكن أن تفعله أي دولة الآن هو استخدام هذه الأخبار كسبب للتخلي عن حذرها، أو لتفكيك الأنظمة التي أنشأتها ، أو لإرسال رسالة إلى شعبها مفادها أن كوفيد ١٩ لا يدعو للقلق ولكن ما تعنيه هذه الأخبار هو أن الوقت قد حان للدول للانتقال من وضع الطوارئ إلى التعامل مع كوفيد ١٩ جنبًا إلى جنب مع الأمراض المعدية الأخرى».
خبير اللقاحات: إعلان منظمة الصحة العالمية متوقع
قال الدكتور، مصطفى محمدي، مدير عام التطعيمات بالمصل واللقاح بفاكسيرا التابعة لوزارة الصحة، إن إعلان منظمة الصحة العالمية أن كوفيد – 19 لم يعد في درجة الطوارئ أمر متوقع في هذه المرحلة، إذ أنه من الطبيعي أن تتدهور مسيرة الوباء عند هذه الدرجة، فهو يبدأ بأقصى درجات الشدة، ثم ينتشر بشكل أسرع، ثم يضعف إلى أن تبدأ الإجراءات التحللية.
لم يكن أمام «كورونا» إلى أن ينتشر ليحمي نفسه
وأوضح في تصريحاته لـ «بوابة دار الهلال» أن فيروس كورونا منتشر منذ أكثر من ثلاث سنوات، بدأ قويًّا إلى درجة الشراسة، ثم لم يكن أمامه وسيلة إلا أن ينتشر ليحمي نفسه بذات الكثافة ويدافع عن بقائه، والآن لم يعد خطيرًا في الوقت الحالي، هو وغالبية المتحورين، معتبرًا أن كل الفيروسات له عمر طبيعي يشهد نفس المسار منذ البداية للنهاية.
إعلان منظمة الصحة العالمية يهدف للاحتراز لا الإهمال
وأضاف أن موت كوفيد نهائيًّا مرتبط بعدم تواجده داخل الخلايا البشرية؛ إذ أنه كائن لا يتغذى أو يتكاثر إلا داخل الخلايا؛ بيئته الوحيدة، مضيفًا أن إعلان منظمة الصحة العالمية يهدف للتحرر من الإجراءات الاحترازية القاسية في مواجهة هذه الوباء.
وحذر «خبير اللقاحات» من الإهمال في التعامل مع كوفيد – 19، لأن منظمة الصحة لم تقل أنه انتهى، وبيانها يعني أن تقييمه هبط درجة، وتابع: الحيطة ضرورية، لأن فيروس كورونا حي يرزق.
المتحور الجديد لا وجود له في مصر
وأشار إلى أن المتحور الجديد «أركتوروس» أحد المتحورات التي أثارت بعض القلق لمنظمة الصحة العالمية، باعتبار معدلات انتشاره أكثر من غيرها، وهو كما أشرنا يتوافق مع سلوك الفيروس لبقائه، لكنه ما يزال بعيدًا عن دائرة الخطر، ولا وجود حقيقي له في مصر.