شهدت مكتبة دار الكتب بمدينة طنطا، صباح اليوم الأحد، عقد أولى أنشطتها التثقيفية في شهر مايو الحالي، وذلك من خلال الندوة الثقافية التي نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة تحت عنوان "الموسيقى والارتقاء بالمجتمع"، حيث أكدت خلالها نيفين زايد، مديرة الدار بأن هناك تلازما كبيرا بين الإنسان والفن بشكل عام، مشيرة إلى أن الإنسان قد وجد ضالته في الموسيقى من حيث إشباع رغباته الروحية والوجدانية.
وتابعت بأن الموسيقى باتت أكثر إلحاحا، وضرورة صحية ونفسية واجتماعية للفرد، كون الفن بشكل عام والموسيقى بشكل خاص أصبحت مساهمةً وصانعةً لثقافة الناس، بل أنها صارت عنصرا رئيسيا في بناء شخصية الفرد واكتسابه أنماطا سلوكية متوازنة، وقالت: "إن الموسيقى لغة تعبر عن الانفعالات والعواطف والمشاعر، وتغذي النفس والروح وتجدد نشاطهما وتبعث فيهما الراحة والطمأنينة، بل إن للألحان الموسيقية مفعول السحر في الارتقاء بالذوق وصقل الطبع ومن ثم تهذيب السلوك والأخلاق"، وأضافت بأن الموسيقى في مصر بدأت في الظهور من خلال الحضارة المصرية القديمة وهو الأمر الذي أكدته رسومات المقابر ونقوش المعابد المصرية القديمة التي أظهرت مجموعة متنوعة من الآلات.
وتابعت زايد بأن الموسيقى في حياة قدماء المصريين قد حظيت بقدر كبير من التكريم، حيث أسندت الدولة آنذاك مسئولية رعاية هذا الفن إلى الكهنة، التي تميزت بالهدوء والرقي داخل قصور الملوك على عكس النوعية المستخدمة منها خلال الحروب، كما شهدت الموسيقى في مصر مع بداية القرن التاسع عشر، انتعاشا لافتا، حيث عرفت مصر خلال هذا القرن ألوانا من الفن الشعبي.