السبت 20 ابريل 2024

تُحَرِكُنَا مَشَاعِرُنَا

مقالات8-5-2023 | 13:38

تصيب أجسادنا من وقت للآخر رياح شديدة العصف بمشاعرنا في كل الاتجاهات، ليس فقط بمعايير السلب والإيجاب ولا النفع والضُر، ولكنها أيضاً بمعايير الفطرة المُطْلَقَة كما هي.

فهي تلك المشاعر الغريزية التي تعصف بقلب الأم منذ لحظة دقة قلب الجنين بأحشائها فتصبح خليطاً بين الحب الجارف والقلق المميت، وهي أيضاً تلك المشاعر المسؤولة الموجهة من العضو العاقل في الجسد، تماماً كما البكتريا النافعة في العلاقات الإنسانية.

وهي كذلك مشاعرنا الشخصية، في الحب، والإيثار، والألم، وعتاب الذات، ومراجعة النفس، والأنين، والحنين ... خليط من مسكوب المشاعر المتناغمة والمتضاربة، فنحن بنو البشر بكل تجبرنا وطغياننا في الدنيا أشد الكائنات ضعفاً وبؤساً، تحركنا مشاعرنا فينتفض ذلك العضو القابع داخل القفص الصدري ويُعطل عمل أخيه الساكن الرأس.

مهلاً يا أهل الأرض، فأحاسيسنا تحتاج إلى شيء من التأمل، وبعض من التنظيم، والكثير من الالتفاف حولها والالتفات إليها وتصنيفها، بل والحديث معها، وتدليلها وتعنيفها إن لزم الأمر.

فأوصيكم وأنا التي تجوز عليها النصيحة ويؤول إليها الإرشاد، أوصيكم وأنا التي تطيح بها فصول المشاعر الخمسين على مدار اليوم، أوصيكم وأنا على يقين بأن من بيننا من يمتهنون إيذاء مشاعرهم في مقتل حتى وإن عاد بهم الزمان قالوا لأنفسهم.. سنعيد الكَرّة، فمَن مِنا لم يتآمر على ذاته في علاقات محتومة الفشل ودخل عمقها بجدارة !!

مَن مِنا لم يستمر في دائرة مُفرغة من العلاقات المَرَضية مع بشر أو منظومة أو حتى جماد!! كلنا هذا الكائن العجيب المملوء بالتضاد.

 ولكن، وبرغم انتظام التحدي، واهتزاز الكيان البشري، يُحَدِثُنِي يقيني دائماً، بأن الوعد يظل مطروحاً، والأمل مكتوباً، ونور الله في الأفق، يظل الصمود ومقاومة ذاك الصراع الناجم عن هول المشاعر التي تجتث جوارحنا، بمقام فرض العين حتى نكتب عند الله من الصابرين المبشرين.