ألقى مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على المساعدات العسكرية التي تقدمها المملكة المتحدة لأوكرانيا والتي تشمل توفير المزيد من الأسلحة المتطورة التي تسمح باستهداف العمق الروسي لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة الآلة العسكرية الروسية في إطار المواجهات بين الطرفين والتي بدأت في أعقاب العملية العسكرية الخاصة التي شنتها روسيا في أوكرانيا أواخر فبراير من العام الماضي.
وتشير كاتبة المقال الصحفية كارين ديونج إلى أن المملكة المتحدة بصدد إمداد كييف بصواريخ بعيدة المدى والتي يمكنها استهداف مواقع روسية على مسافة تصل إلى 300 كيلومتر، وهي الصواريخ التي امتنعت الولايات المتحدة في السابق عن تقديمها لأوكرانيا خشية استخدام القوات الأوكرانية لتلك الصواريخ لاستهداف مواقع داخل العمق الروسي وهو ما يعد تصعيد للحرب الحالية.
وتسلط الكاتبة في هذا السياق الضوء على تصريحات رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك التي يقول فيها أن المملكة المتحدة بذلك تكون أول دول غربية تقدم لأوكرانيا تلك النوعية من الصواريخ بعيدة المدى.
ويضيف المقال أن بريطانيا منذ بداية الصراع المسلح بين القوات الروسية والأوكرانية طالما أعلنت بفخر أنها من أوائل الدول الغربية التي تقدم أسلحة متطورة لكييف، مشيرا في نفس الوقت إلى أن لندن لم توضح طراز الصواريخ التي سوف تقدمها لأوكرانيا أو توقيت تسليمها أو الكميات التي سوف توفرها للجانب الأوكراني.
وتستطرد الكاتبة بالقول أن أوكرانيا طالما ناشدت الدول الغربية الحليفة توفير صواريخ بعيدة المدى بدعوى أن تلك النوعية من الصواريخ من شأنها تغيير مسار المعارك في ساحة القتال لصالح القوات الأوكرانية حيث أنها تتيح المجال للقوات الأوكرانية لاستهداف مراكز القيادة وخطوط الإمداد ومخازن الذخيرة الروسية لمسافة قد تصل إلى شبه جزيرة القرم والمناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية في شرق أوكرانيا.
وتوضح الكاتبة أن تلك الخطوة من جانب المملكة المتحدة تأتي في وقت تستعد فيه القوات الأوكرانية لشن ضربة عسكرية واسعة النطاق ضد القوات الروسية خلال الأسابيع القادمة، مؤكدة أهمية تلك الصواريخ للقوات الأوكرانية والتي سوف تمكنها من استهداف مواقع روسية خلف خطوط المواجهة وهو ما يمهد السبيل لهجمات برية بالدبابات وقوات المشاة.
وتقول الكاتبة في هذا السياق أن كييف تسعى باستمرار للتخفيف من حدة المخاوف التي تنتاب الدول الغربية من توفير مثل هذه الأسلحة خشية تصعيد الصراع مع القوات الروسية من خلال التعهد للغرب أنها لن تستخدم تلك الأسلحة لاستهداف مواقع داخل الأراضي الروسية.
وتضيف الكاتبة أنه على الرغم من عزوف واشنطن عن تقديم بعض الأنواع من الأسلحة المتطورة لكييف خشية تصعيد الصراع المسلح هناك، إلا أن الإدارة الأمريكية لم تتواني عن تقديم العديد من الأسلحة لكييف ومنها أنظمة راجمات صواريخ عالية الدقة ومتعددة الأغراض ولكنها مزودة بذخيرة قصيرة المدى بحيث لا تتجاز 50 ميلا.
ويشير المقال في الختام إلى تصريحات الخبير العسكري مارك كانسيان التي يقول فيها أن الأسلحة المتطورة التي تسعي أوكرانيا للحصول عليها من الدول الغربية سوف تتيح المجال للقوات الأوكرانية أن تستخدم نفس التكتيكات العسكرية التي تتبعها القوات الروسية في المواجهات بين الطرفين والتي تقوم بإطلاق صواريخ من طراز كروز من الجو خلف مجال الدفاع الجوي الأوكراني.