أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الوضع حول محطة زباروجيا النووية بات خطيرا في ظل التصعيد المتبادل من الجانبين الروسي والأوكراني تأهبا لمرحلة جديدة من الحرب المشتعلة بين الطرفين منذ أواخر فبراير من العام الماضي.

ويوضح المقال، الذي شارك في كتابته كل من سيوبان أوجرادي وكوستيانتين جودوف، أن الجانب الروسي والذي يسيطر على المنشأة النووية، التي تعد الأكبر على مستوى قارة أوروبا، يستعد لإجلاء ما يربو على 3,000 من العاملين في المحطة النووية من المناطق المحيطة بها.

ويضيف المقال أن الاستعدادات الروسية في هذا الخصوص تأتي تحسبا لعملية عسكرية أوكرانية واسعة النطاق من المتوقع القيام بها خلال الفترة القادمة، مشيرا في نفس الوقت إلى تصريحات حاكم المنطقة الذي قامت روسيا بتعيينه والتي يقول فيها أن ما يقرب من 1,600 من المدنيين تم إجلاؤهم بالفعل إلى مدينة إنرجودار أول أمس الأحد.

ويلفت المقال إلى تصريحات رئيس الشركة الوطنية لتوليد الطاقة النووية في أوكرانيا بيترو كوتين التي يقول فيها أنه مما يثير مخاوف الجانب الأوكراني هو التقارير التي تشير إلى أن الجانب الروسي بصدد إجلاء ما يقرب من 3,100 آخرين من طاقم تشغيل المحطة النووية وهو ما يعني خلق عجز في الكوادر التي تقوم بتشغيل المنشأة النووية.

ويسلط المقال الضوء في هذا الصدد على تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل جروسي التي يعرب فيها عن قلقه من تأثير التطورات الحالية على سلامة تشغيل المنشأة النووية مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة العمل للحيلولة دون تهديد سلامة محطة زباروجيا النووية حيث أن تعرض المنشأة النووية لأي خطر سوف ينجم عنه عواقب وخيمة واسعة النطاق.

ويضيف المقال أن أوكرانيا تخطط منذ عدة أشهر للقيام بعملية عسكرية شاملة ضد أهداف روسية في محاولة لاستعادة الأراضي التي بسط الجانب الروسي السيطرة عليها منذ بداية العملية العسكرية الخاصة ولاسيما تلك الواقعة في جنوب البلاد حيث تقع المحطة النووية التي تعد المصدر الرئيسي للطاقة في أوكرانيا كما تعد مصد هام للدخل.

ويشير المقال إلى تصريحات رئيس الشركة الوطنية لتوليد الطاقة النووية في أوكرانيا بيترو كوتين التي يقول فيها أن عدد الكوارد العاملة في المحطة النووية كان يصل إلى حوالي 11,000 قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، إلا أن عدد العاملين بها في الوقت الحالي لا يتجاوز 4,000 وهو الحد الأدنى اللازم لتشغيل المنشأة النووية.

ويعرب كوتين في سياق تصريحاته، كما يشير المقال، عن مخاوفه من أن إجلاء كل هذه الأعداد من المحطة النووية يمثل تحديا كبيرا فيما يخص القدرة على تشغيلها حيث أن عمليات التشغيل تحتاج إلى إشراف دائم ومتابعة مستمرة.

ويشير المقال في الختام إلى أن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي يبذل جهودا حثيثة من أجل إقناع كل من روسيا وأوكرانيا للموافقة على إقامة منطقة آمنة خاصة بالمحطة النووية لتجنب أي كوارث قد تنجم بسبب تعرض المنشأة النووية للتسرب الإشعاعي.