حذَّر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، من تمادى سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى مخططاتها الهدامة لإطفاء كل بارقة أمل فى إيجاد تسوية عادلة للصراع العربى الإسرائيلى وبانسحاب إسرائيل من كامل الأراضى العربية المحتلة إلى خطوط 4 يونيو 1967 وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك فى كلمة "أبو الغيط" اليوم الخميس، أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ99 للمجلس الاقتصادى والاجتماعى التى انطلقت أعمالها بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية وألقاها نيابة عنه نائبه السفير أحمد بن حلى وذلك بمشاركة وزراء التجارة والصناعة والمال بالدول العربية ومن يمثلونهم.
ونبه "أبو الغيط" إلى أن التأثير الخطير للاحتلال الإسرائيلى على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فى الأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة دخل مرحلة الاختناق جراء تقييد حرية الحركة على المعابر، وفرض القيود على تواصل الفضاء الفلسطينى مع العالم الخارجي.
ودعا فى هذا الصدد إلى المجالس الوزارية والمنظمات العربية المتخصصة إلى مراعاة الجانب المخصص لمساعدة نمو الاقتصاد الفلسطيني، مشيرا إلى أن دعم صمود الشعب الفلسطينى لا يقتصر على الجانب السياسى والوفاء بالتعهدات والالتزامات العربية وإنما يمتد إلى الجانب التنموى للتخفيف من المعاناة المريرة للمواطن الفلسطينى تحت الاحتلال.
وقال "أبو الغيط" إن ما يُسمى بـ"قرار الكنيست الإسرائيلي" الصادر فى السادس من الشهر الجارى تحت عنوان "قانون التسوية" شكل جريمة كبرى لشرعنة مخططات نهب ومصادرة الأراضى الفلسطينية؛ وخرقاً صارخاً للشرعية الدولية، وكشف النوايا المُبَيَّتة لسلطات الاحتلال الإسرائيلى لضم الضفة الغربية، والقضاء نهائياً على حل الدولتين، والرد العربى المطلوب على هذا التحدى الخطير ينبغى أن يكون من خلال إجراءات حازمة من بينها توفير مقومات الدعم بكافة أشكاله للشعب الفلسطيني، والتحرك الدبلوماسى العربى الرصين والفعال لإجهاض مخططات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.
وتابع أبو الغيط: نحن ندرك مدى تأثير الأزمات والصراعات الدائرة فى بعض الدول العربية على وتيرة التنمية وعلى حياة المواطن العربى وعلى استقراره والتى تسببت فى سقوط مئات آلاف الضحايا والمعطوبين، وأفرزت مآسٍ إنسانية رهيبة من خلال التهجير والنزوح وحرمان الأطفال من حق التعليم وتقويض البنية الأساسية للدولة الوطنية"، منوها إلى أهمية مشروع القرار المعروض على هذا المجلس الذى تقدمت به منظمة "الأليكسو" والمتمثل فى وضع خطة تعليم الأطفال العرب فى مناطق النزاع وفى دولة فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي.
ووجه أبو الغيط التقدير والعرفان إلى الدول العربية المضيفة للاجئين، خاصة الأردن ولبنان ومصر وغيرها من الدول العربية التى تتحمل هذا العبء الثقيل، الأمر الذى يتطلب من المجلس ومن الدول العربية جميعاً مساعدة هذه الدول فى تحمل هذه الأعباء.