الإثنين 20 مايو 2024

سيناريوهات رد المقاومة على عدوان الاحتلال في غزة

عدوان الاحتلال

عرب وعالم10-5-2023 | 13:44

دار الهلال

 أعرب الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، سليمان بشارات، عن اعتقاده أن تأخير فصائل المقاومة الفلسطينية في تنفيذ الرد على جريمة اغتيال الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، لقادة من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، على الرغم من مرور هذه الساعات الطويلة، يأتي ضمن إطارين.

الأول، بحسب بشارات، "الحرب النفسية للاحتلال ومحاولة الضغط عليه وتأنيب المجتمع الداخلي وخلق شرخ في المواقف السياسية لاسيما بين قياداته"، والخيار الثاني، يكمن في "البحث عن الفرصة والهدف الأنسب لتنفيذ الرد، وهو ما يعني إمكانية الخروج عن الشكل والطريقة المألوفة للرد، سواء استخدام أدوات جديدة، أو تكتيك جديد لتحقيق عنصر المفاجأة أو الصفعة للاحتلال".

وأضاف بشارات - في حديث لوكالة "قدس برس" الفلسطينية - أن سيناريوهات الحالة الراهنة تتمثل بعدة أشكال، أولها أن "تكون جولة تصعيد قصيرة المدى تمتد لعدة ساعات (قرابة 24 ساعة) وينجح من خلالها الوسطاء بالوصول لاتفاق، وبهذه الحالة يحقق كل طرف (المقاومة والاحتلال) أهداف مرحلية".

وأضاف أن السيناريو الثاني، يتمثل في جولة تصعيد متوسطة (ما بين يومين - لقرابة أسبوع) وتتوج باتفاق تهدئة، ويحاول كل طرف (المقاومة والاحتلال) تحقيق نقاط تعزز كل منهما من معادلته، وفي الغالب ستسعى إسرائيل لتحقيق أعلى قدر من الدمار واستهداف شخصيات بالمقاومة.

لكن الاحتلال - وفق بشارات - لا يرغب في جولة تصعيدية طويلة نوعا ما، لأنها في الغالب ستقلب الموازين وتجعل من الحكومة الإسرائيلية تتزعزع أكثر وربما تكون أمام سيناريو الانهيار السياسي.

وفي حديثه عن المنطلقات الإسرائيلية لتنفيذ عملية الاغتيال في غزة، أكد أنها "تتمثل في محاولة قياس استراتيجية فصائل المقاومة ومدى تطورها خصوصا في جزئية مفهوم توحيد الساحات، وكذلك يرى فيها محاولة لإعادة معادلة أو صورة الردع الإسرائيلية التي تآكلت مؤخرا".

وأشار إلى أن "منطلق قياس تطور قدرات المقاومة العسكرية، يوازيه السعي لإنهاك أو استنزاف هذه المقدرات ما بين جولة تصعيد وأخرى". 

ولفت إلى سعي إسرائيلي لإشغال الفصائل الفلسطينية عقب الانتهاء من المواجهة في إعادة بناء ما قد يتم تدميره، ومعالجة التداعيات الاقتصادية والبنية التحتية، بمعنى منح فرصة لفترة زمنية لهدنة في جبهة الجنوب؛ تمهيدا للانشغال بأهداف أخرى.

لكن الأخطر وفق بشارات يكمن في التأثير على وحدانية القرار لدى فصائل المقاومة، بمعنى أن استهداف حركة الجهاد (فصيل مقاوم)، قد تحاول من خلاله إسرائيل، "تحييد" حماس عن المشاركة بالرد الميداني، وخلق حالة من الخلاف داخل فصائل المقاومة، وهنا قد يتم الضغط لادخال عناصر الوساطة للضغط على فصائل المقاومة لضمان أو تثبيت الهدوء لمرحلة مقبلة وهذا نابع من أهداف سياسية وأمنية إسرائيليا.

وفيما يتعلق بموقف فصائل المقاومة من جريمة وعدوان الاحتلال؛ يطرح بشارات عدة احتمالات، ومنها "عدم الرد نهائيا؛ وهذا سيعني القبول بمعادلة الردع الإسرائيلية، وتعزيز حالة اليأس وهذا يعني فقدان الثقة الشعبية".

وكذلك الرد المحدود من الجهاد الإسلامي وعدم ظهور حماس بالصورة، وهذا "معناه تعزيز الفجوة بين الفصيلين المتصدرين لمشهد المقاومة، ما يفتح المجال على الأقل للتشكيك بجدوى رؤية الحركة للعمل المقاوم". 

ولفت بشارات إلى أن الاحتمال الأخير هو مشاركة حماس بالرد، وهذا سيغير كل هذه التوقعات، وبالتالي يفتح المجال أمام أن يكون الرد مختلفا، بمعنى حجم وطبيعة الرد وشكله، إلا إن "استطاعت جهود الوساطة الوصول إلى معادلة ضمن الرد المحدود مقابل مكاسب سياسية أو ميدانية".

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي - فجر ومساء أمس- عدوانا ضد قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 15 فلسطينيا، بينهم أربعة أطفال ومثلهم من النساء، وإصابة 20 آخرين.

ونعت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية" - مقرها غزة - شهداء غزة، وحملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات الجريمة، ودعته للاستعداد لـ"دفع الثمن".