نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في صفحة الرأي مقالا لألكسندر ستوب، رئيس الوزراء الفنلندي السابق، بعنوان "يجب أن يتعلم الغرب من أخطائه إذا كان يريد تشكيل نظام عالمي جديد" جاء فيه إنه بعد ثلاثة أيام من العملية العسكرية في أوكرانيا أرسل رسالة نصية إلى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، جاء فيها "أرجوك، أوقف هذا الجنون. أنت الوحيد القادر على منعه". وكان رد لافروف يمثل أسلوب نظام فلاديمير بوتين في الرد، حيث ألقى باللوم على الغرب، وأدرك الكاتب حينها أن النظام العالمي الليبرالي يتعرض لهجوم خطير.

وأضاف المقال أن هناك لحظات في التاريخ يموت فيها نظام قديم قبل أن يولد نظام جديد بعد، وكان عام 2022 أحد هذه اللحظات.

واعتبر إن هناك فكرة خاطئة عامة في الغرب مفادها أن العالم موحد في دعمه لأوكرانيا، وقد يشعر المرء بالراحة لأن أكثر من 140 من أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 يدينون التحرك الروسي. لكن حقيقة الأمر الـ53 الذين امتنعوا عن التصويت يمثلون أكثر من نصف سكان العالم.

وتابع قائلا أن الأهم من ذلك هو أن حوالي 40 دولة فقط معظمها غربية، فرضت عقوبات على روسيا.

وفرضت دولتان في آسيا فقط عقوبات على روسيا، بينما لم تفرض أي دولة في أفريقيا أو أمريكا اللاتينية عقوبات على موسكو.

ورأى المقال أن تحديد النظام العالمي الجديد سيتم من خلال مثلث للقوة يتأرجح بين الغرب والشرق والجنوب. وقال إن الغرب، المكون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفائهما، أو ما يقرب من 50 دولة، يريد الحفاظ على النظام الليبرالي القائم.

ولكن على الطرف الآخر، يريد الشرق العالمي، المكون من الصين وروسيا وإيران والدول الداعمة لهم، التخلص من النظام الليبرالي وإنشاء قواعد ومؤسسات جديدة تهتم بسلطة الدولة.

وأما الجنوب العالمي، بقيادة دول مثل الهند وجنوب إفريقيا ونيجيريا والبرازيل، يتكون من 125 دولة من جميع أنحاء آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وبالنسبة للعديد من هذه البلاد، لا تتعلق الحرب في أوكرانيا بالهيمنة بقدر ما تتعلق بالأمن الغذائي والطاقة والتضخم.

ورأى المقال أنه إذا أراد الغرب العالمي الحفاظ على بقايا النظام العالمي الليبرالي، فيتعين عليه أن يتحلى بسياسة خارجية تتبنى الإصغاء للغير والمشاركة بدلاً من الوعظ والحديث عن الأخلاق.

واختتم بالقول أنه من المرجح أن يشكل هذا العقد إطارًا للنظام العالمي لبقية القرن.