الخميس 25 ابريل 2024

بالمثلث الذهبي مصر تواجة حرب العملات

مقالات11-5-2023 | 17:24

  وسط الأزمات الاقتصادية طالعتنا بعض الصحف بأخبار مهمة جميعها ارتبطت بكلمة واحدة وهى الذهب.

الخبر الأول: هو أن مصر أو البنك المركزي المصري كان اكبر مشتري للذهب في العالم في عام 2022.

الخبر الثاني: أن مصر حققت اسرع نمو احتياطي دولي من الذهب في العالم بإجمالي 125 طن دهب.

الخبر الثالث: مصر قررت عمل مصفاه للذهب داخل مصر وهذه المصفاة لا يوجد غيرها في الشرق الأوسط ولا أفريقيا.

الخبر الرابع: أن مصر غيرت بعض قواعد استخراج الذهب وعمل تسهيلات في الإجراءات للشركات المتخصصة في التنقيب عن الذهب وبالفعل تم افتتاح تجريبي عدد من المناجم الجديدة.

حرب العملات من أكثر المصطلحات التي انتشرت مؤخرًا مع الحرب الروسية الأوكرانية وحرب العملات الأولى حدثت بين الحرب العالمية الأولى والثانية، وحرب العملات الثانية جرت بداية منذ السبعينات وحتي سقوط الاتحاد السوفيتي، وحرب العملات الثالثة بدأت سنة 2008 مع الأزمة الاقتصادية في سبتمبر من العام نفسه، فقد كانت حرب تكسير عظام بين العملات الكبري مثل الروبل, والين, واليوان, والدولار, وحتي الريال السعودي, والدينار الكويتي, والدرهم الإماراتي.

ودائما حرب العملات كان تمثل الجناح الاقتصادي للحروب العالمية, واليوم نحن نشاهد حرب العملات الرابعة, وهي الأخطر علي الإطلاق لان في كل مرة الدولار يخرج فيها منتصر. أما هذه الحرب فكل المؤشرات تقول أن هذه الحرب هي نهاية الدولار كعملة الكوكب. والبديل ليس عملة واحدة, ولكن سلة عملات عالمية مثل البريكس وتجمع البريكس الذي يقوده الصين وروسيا, سيحول الدولار الى عملة محلية داخل دولة أمريكا, لماذا يخرج الدولار مهزوما؟ لما بدأت الحرب الاقتصادية بين المعسكرين الشرقي المتمثل في روسيا والصين وبين المعسكر الغربي المتمثل في أوروبا وأمريكا علي واقع الحرب الجارية قي ملعب أوكرانيا وبدأ التفوق الاقتصادي الصيني الروسي فى الصعود يهز هيمنة الدولار الأمريكي والأخيرة بدل من أن تلجأ لتقوية اقتصادها لتقوي عملتها لجأت لحيلة رفع الفائدة 25% بزعم مواجهة التضخم لكي يحدث وفره في الدولار في دول العالم فيزيد قيمتة بشكل مفتعل ليس بسبب قوة الاقتصاد الأمريكي, او قوة الدولار ولكن بسبب نقصة. ولكن للأسف هذا السلاح ذو حدين لأنه نبه العالم لضرورة الإفلات من هيمنة الدولار وبدأت كل التجمعات الدولية تبدأ في كل الإجراءات عمل عملات خاصة بها بالإضافة للتوسع والإنفاق بتبادل التجاري بالعملات المحلية.

وهنا نوضح أهمية الذهب في الخروج من تحت عباءة الدولار ففي زمن انهيار العملات الرقمية.وانتهاء عصر هيمنة الدولار باعتباره عملة مضمونة يبرز الذهب باعتباره الحقيقة الوحيدة عبر العصور في ضمان وصولك النقدية, والعملة الورقية المتداولة في اليد يفترض أن لها غطاء نقدي في البنك المركزي وهذا هو الطبيعي, فلو افترضنا أنه بحوزتنا ورقة دولار أمريكي وورقة جنية مصري وأخري دينار كويتي فالورقة الموجودة بالبنك المفروض لها غطاء في أمريكا ومصر والكويت والقاعدة أن الغطاء لابد وان يكون من الذهب, بدأت بريطانيا العمل بذلك سنة 1821 ومن وقتها هي أساس الاقتصاد العالمي.

ومع بداية حرب العملات الثانية في أوائل السبعينات تخلت أمريكا عن العمل بنظام الذهب وأصبحت تطبع الدولار بدون غطاء من الذهب  فيما يعرف بصدمه مكس وهذا يسبب اغلب مشاكل وأزمات الاقتصاد في أوائل القرن الحادي والعشرين  وحتى اليوم تفعل أمريكا  نفس السياسات التى ستؤدى الى افتضاح  أمرها فهى تسعى للاستيلاء على ثروات بعض الدول الضعيفة عن طريق  افتعال حرب أو ابتزاز دول نفطية ثرية فالذهاب الى العراق وأفغانستان كان من اجل سرقتها وافتعال الربيع العربي كان من أجل نهب سوريا وليبيا والعراق وحتى لبنان وتونس ومصر لو أمكن ,,,,, العالم يقف على حافة فقاعة مصرفية اسمها انفجار الدولار في أي وقت وأن تصبح حقيقة أن أمريكا عاجزة عن دفع ديونها البالغة 31 تريليون دولار فينهار الدولار وحتى يثبت اليوان أو اليورو أو الروبل أو حتى البريكسل جدارته للعب الدور البديل فان الذهب هو البديل الآن.

وتلزم الإشارة الى أن  شراء الذهب اليوم ليس له علاقة مباشرة بالأحداث الاقتصادية اليومية حاليا ولكنها مؤشر واضح الى أن الدولة المصرية لديها معلومات، مؤكدة أن الدولار يعيش فصله الأخير، وأن العالم قريبًا سوف يعود الى قاعدة الذهب وأن مصر جاهزة للمباراة النهائية في حرب العملات الرابعة، وأن مصر أبعد ما تكون عن الإفلاس حيث كانت تمتلك قبل مشتريات العام الماضي 81 طن حسب الأرقام الرسمية ووصلوا حاليا 125 طن ذهب وبعد المشتريات الأخيرة مصر أصبحت تمتلك من الذهب ما يتجاوز اليونان والمكسيك والسويد وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا اكبر مصدر للذهب في العالم, والخطوة الجادة لمصر كانت في إنشاء اكبر مصفاة معتمدة ومدينة للذهب هي الأكبر من نوعها في المنطقة في المثلث الذهبي في صعيد مصر وبذلك يكون النجاح فى عدم خروج الذهب خارج مصر للتصفية والدمغ واكبر دولتين في إنتاج الذهب في الشرق الأوسط السعودية والسودان وهم أول المتعاقدين مع مصر للتصفية والدمغ وينتظر الانتهاء من تشييد المصفاة في مدينة مرسى علم التي ستتكلف 100 مليون دولار لتنقية خام الذهب واعتماد الختم الدولي 9 999 وسوف تستقبل الذهب من كافه مناجم وجبال دول أفريقيا والشرق الأوسط مما ينهي هيمنة مصافي الذهب في سويسرا وكندا على ذهب أفريقيا ولم تكتفي مصر بهذه الضربات ولكن اغلب دول العالم استبدلت نظام المزايدات في التنقيب ولجات الى التعاقد المباشر مع الشركات العالمية وهذا ما قررته مصر منذ بضعة اشهر وتم التعاقد مع سبع شركات أجنبية واربع شركات محلية لاستخراج الذهب من الصحراء المصرية وحاليا يتم وضع اللمسات الأخيرة على قانون المثلث الذهبي قاعدته هي على ساحل البحر المتوسط وراسه محافظة قنا.

هذا التفكير الاستراتيجي يوضح بجلاء أن الرئيس السيسي ينظر منذ سنوات لما يجري على الساحة الدولية بعين خبيرة ورؤية ثاقبة وإدراك متقن لما هو قادم من حرب العملات، وأن العملات الورقية حتى الرقمية مهما علت اليوم سواء الدولار او اليوان او الين فهي مرحلة وقتية قبل أن تنفجر فقاعة الدولار وتهدم اقتصاد العملات الورقية وقت ذاك البقاء لصاحب الذهب.

Dr.Randa
Dr.Radwa