السبت 4 مايو 2024

ذكرى وفاة الشيخ «حمدي زامل».. رحلة من العطاء العظيم إلى الثناء المستحق

الشيخ حمدي الزامل

تحقيقات12-5-2023 | 19:37

نور الدين نادر

تحل اليوم 12 مايو ذكرى وفاة الشيخ حمدي الزامل، أحد أعلام قراء القرآن الكريم في مصر، وأكثرهم إلمامًا بأحكام تلاوته، تقدم إلى اختبارات الإذاعة المصرية عام 1976م، واعتُمد قارئًا بالإذاعة والتليفزيون، وهو من القراء القلائل الذين اعتُمِدُوا بالإذاعة والتليفزيون في آن واحد.

الأصل والتكوين

من الأسرة

وُلد الشيخ حمدي محمود الزامل عام 1929 في قرية مِنية بمحافظة الدقهلية، وترعرع وسط عائلة تحفظ القرآن الكريم، إذ كان الناس يطلقون عليها عائلة المشايخ.

وكان والده يعمل قاضيًّا شرعيًّا بالمنصورة، وخاله الشيخ مصطفي إبراهيم مُحفظ القرآن الكريم والذي حفظ علي يديه الشيخ حمدي القرآن مُنذ سِن الثالثة من عمره، حتي أتم حفظه قبل بلوغه سِن العاشرة، وجَوّده علي يد الشيخ عُوف بحبح والذي كان عالمًا فِي علوم القرآن الكريم، وهو أيضا من نفس العائلة.

من الإذاعة والتلفزيون

وتقدم الشيخ حمدي الزامل لإختبارات الإذاعة المصرية ونجح بامتياز من أول مرة، وقال عنه الشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقاريء المصرية آنذاك، «ليس علي صوته أية ملحوظات» واثني كذلك علي صوته الشيخ محمود خليل الحصري.

 واعتُمد الشيخ الزامل بالإذاعة والتليفزيون في نفس العام، وظل يقرأ قرآن مرة كل عشرين يوم لمدة ست سنوات علي الهواء مباشرة، ولكفاءته قرأ قرآن الجمعة بالتلفزيون المصري، وأذيعت تسجيلاته مع بداية ونهاية بث التليفزيون، وقرأ جميع الحفلات والمناسبات علي الهواء بالإذاعة.

رحلة الثناء

من الشيخ توفيق عبد العزيز

التحق الشيخ بالمعهد الديني الأزهري بالزقازيق، ولما كان معروف عن عائلته كان يسند إليه تلاوة القرآن في افتتاح اليوم الدراسي بصوته المُميز، وبعد أن انتهي من المرحلة الابتادئية التحق بالمعهد الديني وسافر إلى القاهرة، وأثني علي صوته مشايخ المعهد؛ فأعطوه كل الرعاية والاهتمام لتفوقه في الحفظ والتجويد.

وَوُلِّيَ اهتمامًا خاصًا من الشيخ توفيق عبد العزيز والذي كان من العلماء المتخصصين في علوم القرآن في ذلك التوقيت، وبَشرَه بمستقبل باهر ينتظره، ثم تفرغ للقراءة بعد ذلك وترك المعهد الأزهري قبل أن يتم المرحلة الثانوية. 

من الشيخ مصطفى إسماعيل

وفي خمسينات القرن الماضي كان الشيخ مصطفي إسماعيل متجهًا إلى منزله، فسمع صوت «زامل»، فأمر السائق أن يتوقف ليستمع إليه، فأعجب بأدائه وسأل عنه أحد المارّة فقال له إنه شاب جديد اسمه حمدي الزامل، فقال له أبلغه أن الشيخ مصطفي سمعك وسيكون لك مستقبلًا باهرًا.

من الرئيس جمال عبد الناصر

وكان الرئيس جمال عبد في مدينة المنصورة لعقد مثتمر جماهيري في ساحة مبنى المحافظة، وكان المفترض أن يفتتح الحفل الشيخ مصطفى إسماعيل، لكنه اعتذر الشيخ مصطفي عن الحفل، فقرأ الشيخ الزامل وافتتح المؤتمر وأعجب بصوته واثني على أدائه في التلاوة، ومنذ ذلك الحين ذاع صيته في جميع محافظات الجمهورية، وتوطدت العلاقة بين الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ الزامل وكان يثني عليه في كل مكان، حتي أنه فِي مجلة الكواكب، التابعة لمؤسسة دار الهلال،  قال لأحد الصحفين «المستقبل للمجيدين أمثال «حمدي الزامل».

من الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

وفي بداية السبعينات كان الشيخ عبد الباسط عبد الصمد مَدعوًّا في مأتم كبير في المنصورة، وكان معه الشيخ أحمد أبو زيد المبتهل المعروف بالإذاعة المصرية، ويروي الشيخ أبو زيد أنه عند دخول الشيخ عبد الباسط سرادق العزاء وجد الشيخ حمدي الزامل يقرأ فجلس بجواره وقال «في وجود الشيخ حمدي الزامل يجب ألا يقرأ أحد»، وظل يستمع إليه بتواضع وقال: «لقد سمعت عنه الكثير من الشيخ مصطفى إسماعيل

من كريمته

وسألت مِرفت حمدي الزامل «ابنته الشيخ» عن أبيها: «ما هي الصفة التي كنتِ تحبيها في الشيخ حمدي الزامل؟»، فقالت: التسامح والتواضع حب الناس واحترامه الشديد لأساتذته من القراء وزملائه. 

Dr.Randa
Dr.Radwa