تعاني بعض النساء من مشكلة سوء الظن والشك الدائم في زوجها، فإن تأخر عن البيت قليلاً او رأته شارداً بذهنه، او يتحدث في الهاتف بصوت منخفض أساءت الظن به، وغيرها من الأمور التي تجعل الزوجة تسيء الظن بشريك الحياة إلي أن تتحول حياتهما الي جحيم لا يطاق.
الأمر الذي جعلنا نحلل تلك الأزمة ونتساءل عن الأسباب وراء سوء ظن المراة بشريك حياتها، وكيفية التخلص من تلك الصفة السيئة.
تقول الدكتورة رحاب العوضي أستاذ علم النفس السلوكي، أن مفهوم سوء الظن يعني اعتقاد الشر بشكل أكبر من الخير، دون أي دليلٍ أو برهان على رجحان الشر المعتقد به، والمراة سيئة الظن هي شخصية شكاكة، وهي لا تعتبر حالة مرضية حقيقية، ولكنها سمة من سمات الشخصية، المرتبطة بالتربيه والتعود والخبرات السلبية التى اكتسبتها منذ الطفولة، ولان المرأة بطبيعتها السيكولوجية أضعف من الرجل، نجدها عند حدوث مشكلة بحياتها مع شريك الحياة تربطها سريعاً بالكذب والخديعه والخيانه.
وأضافت أستاذ علم النفس السلوكي، أن المراة التي تظن بزوجها سوءاً، تدمر حياتهما وتخلق اطفال يعانون من الشك والكذب، نتيجة تربيتهم مع أم تقوم بتحليل وتفسير الأحداث وأقوال الآخرين من خلال تصورها الخاطئ وظنها السيئ، دون معرفة صحيحة بخلفيات تلك الأحداث والتصرفات والأقوال وبدون أي دليل أو إثبات واضح وصريح، لأن سوء الظن لديها لم يعد يرتبط بالرجل فقط بل أصبح أسلوب طبيعي لحياتها مع الغير، لنجدها اكثر تأهبا لتوقع الاسوأ والخديعة من الاخر.
ونصحت العوضي المراة التي تعاني من سوء الظن، بضرورة تقوية شخصيتها والاعتراف للنفس ان البشر ليسوا نفس النسخة المكررة السيئة التي سببت لها سوء الظن، وانه هناك اختلافات بينهم، وان كلاً من مفهومي الخيانة والكذب هم عار على الخائن وليست المغدور به، وأن الحياة لابد وان تستمر، دون توقع الاسوأ فى الاخرين، حتى لا نعطل الخطوات الانسانية الرئيسية في حياتنا، كذلك لابد من محاولة توسيع دائرة المعارف والأصدقاء، لأن في ذلك وسيلة فعالة لأن يكون الإنسان أكثر اندماجاً مع الآخرين، وهذا يجعله يتقبل الحوار معهم بصورة أفضل.