العلاقات المسيئة هي من بين أكثر المشاكل المحيرة التي يمكن لأي شخص تحملها، و يبدو من الصعب فهم سبب بقاء أي شخص في علاقة ضارة  ومع ذلك ، هناك آليات نفسية قد تفسر بشكل منطقي سبب بقاء الضحايا في علاقات مسيئة على الرغم من هذه العواقب السلبية، وهذه الأسباب ما سنستعرضه معك في السطور المقبلة وفقا لما نشر علي موقع " سيكولوجي توداي" .

التوازن ، فأجسادنا وعقولنا لديها ميل تلقائي للحفاظ على حالة مستقرة من التوازن ، ننجذب دون وعي نحو المألوف لأننا نشعر بأمان أكبر، وخاصة  في البيئات التي تعلمنا فيها التكيف والبقاء على قيد الحياة ، المشكلة هي أن ضحايا سوء المعاملة يعتادون على حالات مستمرة من الخوف والقلق والتوتر،  لدرجة أنهم قد يتعلمون التكيف مع هذه الحالات المتزايدة من الإثارة النفسية والفسيولوجية كوضع طبيعي جديد.

الإنكار، حيث تحمي آلية الدفاع اللاواعية هذه الضحايا من الألم والكرب الناتج عن قبول الواقع القاسي لموقف لا يطاق، و قد تقوم الضحية بترشيد وتقليل سلوك المعتدين من خلال إقناع أنفسهم بأن الأمر ليس بهذا السوء حقا ، أو أنهم ربما يستحقون العقاب ، و يساعد الإنكار الضحايا على التعامل مع مشاعر الخوف والغضب والعجز في ظروف قد تكون سيئة للغاية ، كما أنه يوفر للضحايا مظهرا من مظاهر الحياة الطبيعية والاستقرار وسط علاقة مواجهة صعبة للغاية.

العجز المكتسب،  إذا لم ينجح الإنكار ، يمكن أن يساعد العجز المكتسب في مهمته ،  حيث  تتطور هذه الآلية النفسية لدى الضحايا الذين يعانون من سوء المعاملة المتكررة بمرور الوقت في البيئات التي لا يسيطرون عليها، و  يتوقف الضحايا في النهاية عن محاولة الهروب لأن كل جهودهم تبدو غير مجدية،  في حين أن هذا قد يبدو غير منطقي ، إلا أنه يسمح للضحايا بالحفاظ على الطاقة من خلال التوقف عن النضال والقتال مع التركيز على النجاة من التهديدات .