استضاف مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة "منتدى الأسرة العربية" تحت عنوان "استدامة دور الأسرة العربية في تنمية المجتمع"، بتنظيم مشترك بين "الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة" و"الاتحاد العام للخبراء العرب" و"مجلس الأسرة العربية للتنمية"، بحضور وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، والمستشار جابر المري رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية، ومشاركة ممثلين عن دول عربية ومنظمات مجتمع مدني، وخبراء في مجالات قضايا الأسرة والتنمية، وذلك لبحث دور المنظمات الدولية في تعزيز دور الأسرة.
وأكد الوزير محمد مختار جمعة، أن الأسرة هي اللبنة الأم لبناء أي مجتمع وهي صمام أمان المجتمع وخط الدفاع الأول عنه، يصلح بصلاحها ويضعف بضعفها وتفككها، لذا حرص الإسلام على بنائها بناءً سويا.
وأضاف أن الأسرة السوية هي التي تقوم العلاقة فيها على الحقوق المتبادلة بين الآباء والأبناء ووفاء كل منهم بحق الأخر ولا سيما حقوق الأبوين والتي يتفرع عنها حقوق الأخوة والأخوات وجميع الأقارب تمتيناً لعلاقات أسرية قائمة على البر والرحمة وعلى مكارم الأخلاق.
من جهته.. أكد محافظ جنوب سيناء، أن جنوب سيناء تضم أسرا عريقة ومتنوعة حيث تعمل المحافظة جاهدة لدعم هذه الأسر وتوفير بيئة صحية وآمنة لتربية الأجيال القادمة، كما أنها تحرص على تعزيز دور الأسرة في التنمية المستدامة والحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي للمنطقة.
بدوره، شدد المستشار خميس البوزيدي، المشرف على إدارة منظمات المجتمع المدني بقطاع الشؤون الاجتماعية - في كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أمام المنتدى الذي اختتم أعماله اليوم - على أن انعقاد هذا المنتدى يعكس إيماناً راسخا أن استدامة دور الأسرة في بناء مجتمعات متقدمة ومواكبة للتطورات التي نشهدها في مختلف المجالات يستدعي تضافر جهود الحكومات بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص من خلال تفاعل إيجابي هادف مبني على روح المسؤولية المشتركة في الحفاظ على كيان الأسرة وإعلاء قيم المودة والرحمة بين أفرادها والنأي بها عن كل مظاهر العنف والتفكك وما يهدد لُحمتها وتضامنها تعزيزا لتماسك المجتمع وتكاثف أبنائه لرفع كافة التحديات.
كما أكد حرص جامعة الدول العربية على متابعة تنفيذ القرارات والاستراتيجيات وبرامج وخطط العمل العربية في مجال الأسرة ومن بينها "الاستراتيجية العربية للأسرة" والتي أقرتها قمّة الجزائر في 2005 وتم تحديثها عام 2021 لمواكبة التحديات الراهنة التي تواجهها الأسرة في المنطقة العربية و"الاستراتيجية العربية للإرشاد الأسري" المعتمدة في ديسمبر 2021 وخطط العمل التنفيذية لوثيقة “منهاج العمل للأسرة العربية في إطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 " المعتمدة من قبل القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في يناير 2019، و القرار الصادر مؤخراً عن القمة العربية 31 المنعقدة بالجزائر في نوفمبر 2023 حول "تعزيز التنوع الثقافي وحماية وصون مؤسسة الأسرة والزواج".
من ناحيته، أكد المستشار جابر المري، رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية، أن "الميثاق العربي لحقوق الإنسان" اعتبر أن الزواج وتأسيس الأسرة يعد أحد الحقوق التي تترتب عليها التزامات على الدول الأطراف لحماية هذا الحق وحماية أفرادها، وأوضح أن التماسك الاجتماعي هو نتاج طبيعي للتماسك الأسري وهو عنصر أساسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي السياق، لفت أحمد بن محمد الجروان رئيس الاتحاد العام لخبراء العرب، ورئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، إلى أن تنظيم هذا المنتدى يهدف إلى تعزيز دور الأسرة في ترسيخ قيم التسامح في مجتمعاتنا العربية والمساهمة في تحقيق التنمية العربية الشاملة بما يرسخ تماسك النسيج الأسري الذي يُعد الدعامة الحقيقة لتماسك نسيج مجتمع أي دولة، بما يعزز قدرات الشعوب العربية على التصدي لكل محاولات طمس الهوية العربية عبر التاريخ.
وأكد الدكتور أشرف عبد العزيز منصور، أمين عام الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، أن هذا المنتدى يُلقى الضوء على الصعوبات والتحديات التي تواجهها الأمة العربية لممارسة دورها بشكل فاعل تجاه أفرادها لإعدادهم وتنشئتهم بشكل صحي ومتوازن وهو ما يؤثر بصورة مباشرة في أمن المجتمعات العربية واستقرارها.
من ناحيتها، استعرضت الدكتورة أمال إبراهيم، رئيس "مجلس الأسرة العربية للتنمية" أهداف المنتدى ومحاوره من خلال عديد الجلسات لبحث دور المنظمات الدولية في تعزيز دور الأسرة وأثر وسائل الاتصال الحديثة في العلاقات الأسرية ودور التشريعات الوطنية في معالجة القضايا الأسرية والمرجعية الدينية لدور الأسر في تنمية المجتمع ودور الأسرة في ترسيخ قيم التسامح ومناهج النهوض بالأسرة والتحولات التي تعرفها عملية تشكيل الأسرة.