الإثنين 29 ابريل 2024

العمال عمود فقري الحياة والفنون


سيد محمود

مقالات16-5-2023 | 17:07

سيد محمود

من المجحف أن نركز على الرجل فقط فى تناول العامل، لأن المرأة العاملة، دورها مهم جدا، تناولت الدراما المرأة العاملة فى تاريخها، سواء فى مشغل، أو فى سنترال، او فى مهن وظيفية

العامل هو عنصر رئيسى فى صناعة السينما، ففى سنوات البدايات وحتى التسعينيات، كانت الاستديوهات تمتلئ بعمال الإضاءة، والتصوير، والماكياج، صحيح أنه لا زال هناك عمال، ولكن بنسب أقل بكثير مما كانت عليه، وفى السينما توجد مئات الأفلام التى تحدثت عن العامل، فهو البطل فى كثير من الأحيان، يبدأ موظفا بسيطا، عاملا أجيرا، سائق، بل إن هناك أفلام أجنبية تحدثت عن عيد العمال بشكل مباشر، وحملت الاسم مثل فيلم"عيد العمال": Labor Day هو فيلم أُصدر في الولايات المتحدة سنة 2013، بطولة كيت وينسيلت، وجوش برولين.

وفى السينما المصرية عشرات الأعمال التى بنت فكرتها على الموظف والعامل، بل تعد السينما المصرية من الرئدات فى رصد تلك الظاهرة منذ 28 ديسمبر 1895، عندما قد الأخوان لوميير صورة خروج العمال من أحد مصانع مدينة ليون الفرنسية في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً، للاستمتاع بفترة الاستراحة وتناول الطعام، ومنذ ذلك التاريخ والسينما تجسد حال العمل.

وبخاصة فى الأفلام المقتبسة عن روايات مثل "الحرام" مشاهد عمال وعاملات قطف العنب، ويعد فريد شوقى ونور الشريف ومحمود ياسين وعادل إمام من أكثر النجوم الذين قدموا شخصية العامل، ولا أدل على ذلك مما قدمه فريد شوقى فى "الأسطى حسن"، ونور الشريف قدم فى أكثر من فيلم شخصية سائق التاكسي "سواق الأتوبيس" وكان أيضا عاملا، وفى "ليلة ساخنة" عاملا، وعادل إمام يعد فيلمه "المنسى" من أفضل الأفلام التى تناولت عامل التحويلة ومعه أحمد راتب، وكذلك محمود ياسين فى "انتبهو أيها السادة".

وقدم لنا المخرج أحمد كامل مرسي تجربته الفريدة فى هذا المجال وهى فيلم "العامل" تأليف محمد عبدالجواد، قام ببطولته حسين صدقي وفاطمة رشدى.

ودارت أحداثه عن أحمد عامل شاب متحمس يدافع عن حقوق ذويه لدى أصحاب المصانع وشركات الإنتاج، تتضمن رحلته النضالية فى هذا المضمار علاقة حب تربطه بجارته هنية التى تؤمن به وبقضيته، يتكبد هذا العامل الكثير من المتاعب والمآزق، كأن يتآمر عليه صاحب المصنع، ويحاول الإيقاع به وتلويث سمعته أمام العمال المؤمنين به والواقفين خلفه عن طريق غانية، إلا أن عفته ونزاهته تحولان دون ذلك. تتبدل الأحوال ويصبح أحمد -الذى نصبته العمال زعيمًا- صاحبًا لعماله وذا نفوذ ولا يتوانى عن مواصلة رسالته ومدافعته عن حقوق العمال، فأقام لهم مؤسسات وشركات لا يجدون فيها إلا الإنصاف وتقدير جهودهم وقد تم ذلك بتحريضه للعمال على الإضراب عن العمل، حتى تتم تلبية مطالبهم ويخضع أصحاب المصانع أخيرًا.

لم تكن السينما وحدها التى غاصت فى حياة العمال، بل إن معظم أعمال المؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة دارت فى فلك العمال، "الراية البيضاء" عن العمال، ليالى الحلمية بجميع أجزاءها لم تغفل دور العمل، بل كان العمال جزءا أساسيا ومثل فتوح أحمد دور العامل وريس العمل المدافع عن زملاءه، وكذلك "أرابيسك"، وغيرهم، حتى أعمال محمد جلال عبدالقوى كان بها تركيز على العامل، "الليل وآخره" قدم فيه يحي الفخرانى عاملا، لأن مهنة العامل لا يمكن وصفها بالمصانع فقط بل كل من يمتهن مهنة ما يسمى عامل.

وقد يكون من المجحف أن نركز على الرجل فقط فى تناول العامل، لأن المرأة العاملة، دورها مهم جدا، تناولت الدراما المرأة العاملة فى تاريخها، سواء فى مشغل، أو فى سنترال، أو فى مهن وظيفية مثل نيللى كريم التى جسدت باقتدار دور العاملة فى أكثر من عمل منها "ذات" بل كانت أكثر من رائعة، ولن نذهب بعيدا فآخر أعمال منى ذكى "تحت الوصاية" يقدم نموذجا مهما للمرأة العاملة، التى لا تجد ما يساعدها على تربية أطفالها سوى العمل على مركب صيد برغم ما واجهته من مصاعب.

العامل فى الفن مثل أى مهنة، هو جزء وعنصر محرك للأحداث، سواء على الشاشة أو الواقع، وتلقى الأعمال التى تركز على حياة العمال نجاحا كبيرا، كونها تلمس الجمهور، وتعبر عن قضاياهم، وهو ما قدمه على سبيل المثال "أحمد العوضى" فى مسلسل" ضرب نار" عامل بسيط وحقق بدوره نجاحا ملموسا فى رمضان الماضي.

Dr.Randa
Dr.Radwa