الخميس 21 نوفمبر 2024

مقالات

العمال علي شاشة السينما من «الورشة»إلى «فتاة المصنع»

  • 16-5-2023 | 19:02
طباعة

 

رغم أن فيلم الورشة مرّ على أحوال ورشة صغيرة، وليس مصنعا كبيرا، إلا أن له السبق في أن يرى الجمهور العامل على الشاشة للمرة الأولى، يكدح ويعرق مرتديا الأفرول.

يتناول فيلم باب الحديد جانبًا من حياة العمال في القطارات وبائعي الجرائد من خلال "قناوي" بائع الجرائد المريض نفسيا والذى يقع في غرام "هنومة" بائعة الكازوزا ويرغبها جسديا.

اهتم فيلم "فتاة المصنع" برواية وضع المرأة العاملة المصرية، كما اهتم الفيلم برصد قضايا ومشكلات عاملات مصانع الملابس والأقمشة.

 

 

 

 

يحتفل العالم  كل عام فى الأول من شهر مايو بـ "يوم العمال"، أو ما نطلق عليه "عيد العمال"، وقد كان للعمال نصيب في أولى اللقطات التى صورتها السينما العالمية، منذ تجربة الأخوين لوميير عام فى 1895، عند عرضهما أول "مشهد تصويري متحرك" يظهر فيه خروج العمال من أحد مصانع مدينة ليون الفرنسية، وبعدها قدمت السينما الروسية التحفة الفنية الخالدة في تاريخ السينما العالمية وهو فيلم "المدرعة بوتمكين" عام 1925  للمخرج سيرجى آيزنشتاين، وهو الفيلم الأهم في تاريخ السينما العالمية في تناول قضايا العمال ومناصرتهم، أما بالنسبة للسينما المصرية فلم تكن بعيدة عن الاحتفاء بالعمال والتأكيد على قيمة العمل، حيث ناقشت في العديد من الأفلام دور العامل والصعوبات التى يواجهها، وتناولت أيضا حياته ومشاكله وأزماته ولحظات الصراع والكفاح والانتصار فى الكثير من الأفلام السينمائية، وقد كانت السينما المصرية سباقة في تناول قصص العمال ومعاناتهم وظروف عملهم القاسية، وكذالك تسليط الضوء على قوانين العمل وساعات العمل الطويلة، وقد بدأ اهتمامها بهذا الأمر مبكراً نسبياً. 

 

الورشة

كان أول فيلم يتعرض لأحوال العمال كان "الورشة" وقد عرض عام 1940، أي بعد 17 سنة على عرض أول فيلم مصرى، وترتيبه رقم "117" فى تاريخ إنتاج وعرض الأفلام في مصر وفقا لما ذكره المؤرخ والناقد السينمائى الكبير الأستاذ محمود قاسم في موسوعته المهمة "دليل الأفلام في القرن العشرين"، الفيلم إخراج استيفان روستي، وبطولة عزيزة أمير ومحمود ذوالفقار وأنور وجدى، ورغم أن الفيلم مرّ على أحوال ورشة صغيرة، وليس مصنعا كبيرا، إلا أن له السبق في أن يرى الجمهور العامل على الشاشة للمرة الأولى مرتديا الأفرول ويكدح ويعرق وهو يصلح السيارات المعطلة.

 

 العامل 

بعد فيلم " الورشة" بثلاثة أعوام جاء فيلم "العامل" الذى أخرجه أحمد كامل مرسى وقام ببطولته كل من حسين صدقى وفاطمة رشدى ومديحة يسرى وزكى طليمات ليصبح أول فيلم مصرى  يدافع عن مصالح العمال وحقوقهم، فبطل الفيلم عامل مكافح يطالب بتوفير تأمين على حياة زملائه من العمال وإصابتهم فى العمل، ويحرض رفاقه العمال على الإضراب عن العمل باعتباره سلاحا مشروعًا ضد جشع أصحاب المصانع، وفى النهاية ينجح فى مسعاه ويحقق الحياة الكريمة لهذه الطبقة المقهورة.

 

ابن الحداد

قدم الفنان يوسف وهبى عام  1944 فيلم "ابن الحداد" من تأليفه وإخراجه وبطولته مع مديحة يسرى وفؤاد شفيق وعلوية جميل،   وتدور أحداثه حول ابن الحداد - يلعب دوره يوسف وهبى - الذي سافر إلى أوروبا وتعلم في جامعاتها، وعاد إلى الحارة ليطور ورشة الحدادة الخاصة بأبيه، ويحولها إلى مصنع كبير، حيث شاهدنا العمال وهم منهمكون في تعلم تشغيل الآلات الجديدة المستوردة من أوروبا، وكيف يحنو عليهم ويرعاهم صاحب المصنع الطيب... فى الجانب الآخر يفضح الفيلم تفاهة الطبقة الأرستقراطية وبذخها وكسلها، بعد أن تزوج ابن الحداد من ابنة هذه الطبقة الفاسدة وفي النهاية يعطي بطل الفيلم دروسا لأفراد هذه الطبقة في كيفية التعامل مع الحياة بجدية، وأن العمل شرف يجب أن يحترم، ولا يخفى عليك الرسالة الخفية التي يطرحها الفيلم، وهي الرضا بالفقر، لأن الثراء مرادف للفساد والخليعة.

 

الأسطى حسن

يعد فيلم "الأسطى حسن" للمخرج صلاح أبوسيف 1952، وقام ببطولته "فريد شوقى، هدى سلطان، ثريا سالم، زوزو ماضى"، وتأليف فريد شوقي والسيد بدير من أبرز الأفلام جسدت كفاح العمال، وأدان الأثرياء الذى يقضون حياتهم فى تناول الخمر ولعب القمار، بينما الفقراء ومعهم عمال الورشة طيبون ومتكاتفون، ومشكلاتهم أثناء العمل وتتناول قصة الفيلم الأسطى حسن العامل في ورشة خراطة الحديد، وهو شخص ناقم على عيشته ولديه طفل من زوجته التي تحبه، إلا أنه يتعرف على إحدى سيدات المجتمع الراقى فتعجب به وتأخذه من حياته وورشته على أمل أنه يصير رجل أعمال ولكن في النهاية يعود الأسطى حسن إلى ورشته وزوجته نادما.

 

باب الحديد

يتناول الفيلم الذى تم إنتاجه في عام1958، جانبًا من حياة العمال فى القطارات وبائعى الجرائد من خلال "قناوى" بائع الجرائد المريض نفسيا والذى يقع فى غرام "هنومة" بائعة الكازوزا ويرغبها جسديا، في حين أنها لا تملك تجاهه إلا مشاعرالشفقة، كما أنها تنوى الزواج بآخر وعندما تبدأ هنومة فى الاستعداد للزواج، يقرر قتلها لكن القدر يضع فتاة أخرى فى طريقه عن طريق الخطأ، ويحاول إلصاق التهمة بخطيب هنومة "أبو سريع" - فريد شوقى- وفى النهاية يتم الإبلاغ عن قناوى كمريض نفسى ويتم الإيقاع به عن طريق "عم مدبولى" -حسن البارودى- الذى كان كأب له.

 

الأيدي الناعمة

 فيلم "الأيدي الناعمة" من أكثر الأفلام التى تعرض على شاشة التلفزيون في الاحتفال بعيد العمال،  وتتناول حياة العمال ومشاكلهم وأزماتهم وهو من بطولة مجموعة من النجوم منهم أحمد مظهر، صلاح ذو الفقار، صباح، مريم فخر الدين، ليلى طاهر، ومن تأليف توفيق الحكيم ويوسف جوهر، وأخرجه محمود ذو الفقار، وركز على أهمية العمل وضرورته فى حياة الإنسان، فهناك الشاب العاطل الحاصل على الدكتوراة، الذى يقبل العمل مع أمير عاطل، بالإضافة إلى ابنتى الأمير، إحداهما تعمل رسامة ومصدر رزقها من بيع لوحاتها، والثانية متزوجة من نموذج آخر للعامل المصرى، وهو مهندس بدأ حياته بسيطًا حتى أصبح مالكًا لمصنع، بالإضافة إلى عدة نماذج أخرى، منها البائع المتجول الذى قام بتربية ابنه من هذا العمل البسيط.

كما دافع الفنان أحمد مظهر فى فيلم "النظارة السوداء" إخراج حسام الدين مصطفى عن حقوق العمال، بوصفه مهندسا مثقفا، ضد جشع وظلم أصحاب المصانع الذين حاولوا رشوته وإبعاده عن قضايا العمال.

كما تناول فيلم " أفواه وأرانب " دور المرأة المصرية فى العمل كفلاحة فى الأرض ومهارتها وإخلاصها فى العمل، الفيلم من سيناريو وحوار سمير عبد العظيم، وإخراج هنرى بركات، وبطولة فاتن حمامة ومحمود ياسين وفريد شوقى .

 

للرجال فقط

ومن الأفلام التى أبرزت دور المرأة العاملة فيلم "للرجال فقط" فقد برز دور المرأة وقدرتها على العمل حتى فى الوظائف المخصصة للرجال فقط والفيلم من بطولة سعاد حسنى ونادية لطفى وحسن يوسف ويوسف شعبان، سيناريو وحوار محمد أبو يوسف، وإخراج محمود ذو الفقار ويقدم العمل رؤية مهمة تناسب وقت عرض الفيلم، وهى إبراز دور المرأة العاملة وقدرتها على العمل حتى فى تلك الوظائف المخصصة للرجال فقط، حيث تنتحل فتاتان شخصيات ذكورية للالتحاق بعمل فى أحد المواقع الخاصة بشركة بترول، وتحدث العديد من الملابسات والمواقف الكوميدية. 

 

الأرض 

وعلى اعتبار أن الفلاح المصرى هو أيضا عامل يخدم وطنه ودوره كبير جدا فى المجتمع قدم المخرج يوسف شاهين فيلم "الأرض" الذى ناقش من خلاله معاناة الفلاح المصرى وهو يتمسك بأرضه ويفديها بدمه، فهو من أهم أفلام السينما المصرية وبرع الفنان القدير الراحل محمود المليجى فى دور أبو سويلم وهو رمز الكفاح ليس لمصر فقط لكنه حول العالم فالفلاح القوى الصلب الذى يقف دوما فى وجه السلطة الغاشمة وينحاز للقضية ويقود أهله للحق، مهما تم التنكيل كان خير دليل على أهمية العامل والفلاح فى المجتمع والفيلم كان مأخوذا عن رواية للكاتب عبد الرحمن الشرقاوى، وإخراج يوسف شاهين، وبطولة محمود المليجى وعزت العلايلى ونجوى إبراهيم

 

أبو كرتونة

فيلم "أبو كرتونة" للفنان محمود عبد العزيز، تطرق فيه إلى معاناة العامل البسيط في الحصول على حقوقه بشكل كوميدي كما تناول مشاكل عمال المصنع وكواليس الفساد فى الشركات من خلال قصة رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات الذى يريد أن يتملّق العمال، فيقرر تعيين أحدهم وهو عامل المخازن "أبو كرتونة" محمود عبد العزيز واثقًا من أنه لن يفهم ما يدور حوله ليتمكن من سرقة المصنع والمخازن بمساعدة حسين الشربينى فيتفشى الفساد فى الشركة ويكتشف العمال هذا الفساد ويتصدون له، ويقوم مهران وزكى برشوة المسئولين عن المعمل، ليعلنوا أن منتجات الشركة من الألبان فاسدة، يتملق مهران العمال فيدخل أحدهم ويدعى أبو كرتونة عضو مجلس الإدارة ليدرك حقيقة الموقف ويتكتل مع العمال لتوزيع البضاعة الراكدة بعد سرقتها من المخازن حتى يمكن إنقاذ الشركة من الإفلاس لتتم مكافأتهم لموقفهم البطولى رغم تهمة السرقة الموجهة لكل منهم.

 

النمر الأسود

ومن الأفلام التى تناولت دور العامل المصرى فيلم"النمرالأسود" للفنان أحمد زكى، وشاركه فيه أحمد مظهر ووفاء سالم، ويوسف فوزى، وألفه أحمد أبو الفتح، وبشير الديك، وأخرجه عاطف سالم وظهر أحمد زكى  فى دور عامل مكافح محمد حسن المصري، هاجر إلى ألمانيا لتحقيق أحلامه واشتهر في مجال الخراطة حيث اخترع آلة جديدة، كما احترف الملاكمة، وساعده مدربه اليوناني "كوستا" وأطلق عليه جمهور الملاكمة في "ألمانيا" لقب "النمر الأسود".

 

فتاة المصنع 

يعد فيلم "فتاة المصنع"عام 2014، كان أخر الأفلام التي تم تقديمها واهتم برواية وضع المرأة العاملة المصرية، كما اهتم الفيلم برصد قضايا ومشكلات عاملات مصانع الملابس والأقمشة، حيث يروي الفيلم قصة "هيام”"، وهى فتاة عمرها 21 سنة، تعمل مثل بنات حيها الفقير في مصنع ملابس، وتعيش تجربة حب أمام تعنت المجتمع أمام هذه المشاعر، الفيلم من إخراج محمد خان وبطولة هانى عادل، ياسمين رئيس، وسلوى خطاب، الفيلم حصل على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان دبي السينمائي الدولي للبطلة ياسمين رئيس.

 

الاكثر قراءة