بمناسبة مناقشة قضية "مسائل الوصاية علي المال وما يرتبط بها" ضمن جلسات لجنة الأسرة والتماسك المجتمعي بالحوار الوطني اليوم الخميس، سألنا أستاذ اجتماع عن أسباب نظرة المجتمع التي تنتقص من حق المرأة وتفضل الرجل في بعض المواضع ومنها الوصاية؟ في السطور التالية تفاصيل أكثر فتابعيها معنا.
يقول الدكتور حسن الخولي أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس أن المرأة كرمت في الإسلام حيث ساوي الله سبحانه وتعالي بينها وبين الرجل في الطاعات وحتي العقاب، والميراث هو الوحيد الذي يمثل حظ الرجل ضعف الأنثي و كان ذلك لحكمة إلهية وفسرها العلماء بالتفصيل لسبب يخص الواجبات والالتزامات التي علي الرجل من صلة الرحم وغيرها من إعالتها وودها.
وأضاف أن قضية الوصايا ووضع المرأة فيها يحتاج بالفعل إلي مناقشة وإعادة نظر، فالمجتمع لم ينصف المرأة في قضية الوصاية علي أبنائها الأيتام القصر وذلك لعدة أسباب أهمها النظرة الذكورية في المجتمع والتي تبعا للعادات والتقاليد والموروثات تعطي الحق للذكر أكثر من الأنثي وتفضله في مواضع عديدة، ولكن آن الأوان أن نغيرها، فيبرر إعطاء الذكر حق التصرف في كل الأموال علي عكس الأم و هي التحفظ من أن تتزوج ويؤثر زواجها علي اهتمامها وإنصافها لأبنائها القصر، وهو الأمر الخاطئ لأن الأم تكون أحرص الأشخاص علي مصالح ومستقبل أبنائها أكثر من الجد والعم ، ولكن ينظر البعض إلي هذا الوضع تكريما لها وليس ظلما، بإعطاء الوصاية للجد أو العم و إعطاء الفرصة للأم الأرملة الحق في الزواج بدون أي ضغوط أو خطر علي الأولاد من الحفاظ علي حقوق اليتيم القاصر.
ويختم دكتور حسن حديثه أن المرأة الآن أصبحت تتمتع بدور قيادي في كافة المجالات، وحان الوقت أن نعيد النظر في قانون الوصاية الذي يمنعها من حق الوصاية علي أموال أولادها القصر، ولا يوجد أي داعي لأن نتمسك بتقاليد المجتمع التي تفضل الذكر علي الأنثي، لأن الوضع الآن تغير وأصبحت الأنثي مثل الذكر بل أكثر منه، في أداء الواجب والالتزام، وأمور أخري، فقد أجرينا بعض الدراسات عن الأسرة ووجدنا شيء مدهش وهي أن المرأة في الأسرة أكثر فرد تعمل وتتعب وتتحمل المسئولية وتبذل جهدا أكثر من الزوج والأبناء الذكور، فمن خلال دراسة متعمقة درست فيها 100 من الأسر المصرية واستمرت لمدة 3 سنوات ونصف لمعرفة الأنشطة داخل الأسرة ومتابعتها كل ساعتين علي مدار 24 ساعة وجدوا أن الأم هي التي يقع عليها العاتق الأكبر في العمل المنزلي وأيضا تساهم في دخل الأسرة من خلال قيامها ببعض الأنشطة مثل تربية الدواجن وبيعها أو أعمال يدوية وغيرها، لذلك يجب تغيير النظرة التي تنتقص من حقوقها.