أكد المشاركون بجلسة الهوية الوطنية بالحوار الوطني، أهمية وجود منظومة موحدة لبناء الوعي تمزج كافة الوزارات المسؤولة عن الثقافة والهوية.
جاء ذلك خلال الجلسة الثانية من الجلسات النقاشية الخاصة بلجنة الثقافة والهوية الوطنية بالمحور الاجتماعي للحوار الوطني، اليوم/الخميس/، التي عقدت تحت عنوان "الهوية الوطنية".
وقال المقرر المساعد للجنة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطني الدكتور أحمد مجاهد، إن موضوع الهوية الوطنية موضوع صعب لأن الهوية عصية على التعريف، مشددًا على أن الدعوة إلى منظومة بناء الوعي لا تتبع لوزارة محددة، هي أبرز ما جاء خلال الجلسة الأولى.
وأوضح أن هذه الفكرة ليست جديدة حيث طرحها الدكتور ثروت عكاشة أثناء ولايته الثانية لوزارة الثقافة، كما تم تقديم مشروع مماثل عام ٢٠٠٦ وتم مناقشته في مجلس الوزراء.
وأشار مجاهد إلى أن أكبر التحديات التي تواجه منظومة تشكيل الوعي هي تجزأ وأحيانًا التعارض بين جهود وتوجهات المؤسسات المختلفة التي تؤثر في الثقافة والهوية الوطنية.
من جانبها، قالت دينا عبد الكريم عضو مجلس النواب، إنه من الضروري أن يتم اختيار من يمثل مصر أمام العالم لترسيخ الصورة الذهنية السليمة والصحيحة للثقافة المصرية، مؤكدة أنه من الضروري التوقف عن ترويج مصر كدولة حضارة وتاريخ فقط، بل يجب التعريف بحاضر مصر ومستقبلها والفرص التي تتيحها للعالم.
وأشارت إلى أهمية تقديم النماذج المصرية الناجحة للعالم كنماذج حقيقية للثقافة والإسهام المصري للتعريف بمساهمة مصر في التراث الثقافي العالمي.
بدوره، استعرض المخرج عمرو سلامة التجربة الكورية الجنوبية في تدعيم الثقافة الكورية واللغة الكورية ومظاهر الثقافة الأخرى المتعلقة بالهوية الكورية، مشيرًا إلى أن النهج الذي انتهجته كوريا أتى بثمار ثقافية واقتصادية كبيرة.
من جانبه، أكد الدكتور جمال عبد التواب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الهوية المصرية لها روافد كثيرة للغاية، مشيرًا إلى أن إعادة التوازن إلى مفهوم استيعاب الهوية الوطنية المصرية لجميع الاختلافات.
وشدد على أن التركيز يجب أن يكون على المكون النهضوي للهوية وليس المكون المتعلق بالصراع، في ظل إطار جامع لكل المصريين، وآطار بنية القيم للمجتمع المصري تكون ملائمة للنهضة والتقدم وإحلال قيم إجابية محل السلبية (مثل الانصباط في الوقت).