قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن أبرز ما يزين القمة العربية المقامة اليوم على أرض السعودية هو تواجد سوريا بعد غياب زاد عن 10 سنوات، لأن سوريا لا يمكن أن تكون بمنأى عن القلب العربي، فهي من أركانه منذ البداية وهو قائم بها لا محالة.

تصريح الرئيس السيسي مرتبط بمشروع عربي جديد

وأضاف في تصريحاته لـ «بوابة دار الهلال» أنه يتأمل تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي أن هذه القمة ستشهد الدولة الوطنية، متسائلًا عن ارتباط ذلك بمشروع عربي وطني جديد وجاد يخص الدول العربية وحتى الإقليمية، دون الاعتماد على أي أطراف خارجية.

كواليس وجود عملة عربية موحدة

وأوضح «الرقب» عن كواليس أُثيرت تتعلق بمناقشة وجود عملة عربية موحدة، وهو أمر غاية في الأهمية إذا ما تم إقراره؛ لتجاوز التجاذبات وصعوبة توفير العملة الصعبة، ومواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه الدول العربية، لأن حتى دول الخليج تعاني من عدم توفر الدولار رغم ثبات سعره في مصارفها.

العملة العربية بداية حقيقية لسوق مشتركة

وأضاف أن هذه القمة بالتحديد تشهد الكثير من الأحاديث الاقتصادية أكثر من السياسية، لأنها الأزمة الأكبر التي تطال الكل، معتبرًا أن وجود العملة العربية يمثل بداية حقيقية للسوق العربي المشتركة التي تأخرت كثيرًا، فضلا عن تواجد دولة مثل سوريا التي تعتبر مصدرًا مهمًّا لتوفير الغاز وربط شبكة الكهرباء والغاز العربي ببعض القطاعات خاصة لبنان التي تعاني كثيرا هذه الفترة.

القمة العربية ستضع آليات للملفات الساخنة

وأشار «أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس» إلى أن القمة ستشهد مناقشة ملفات ساخنة، وما أكثرها من حولنا، مثل القضية الفلسطينية والتغولات الأخيرة من العدو الصهيوني على شعبها، فضلا عن الملف الليبي واليمني والسوداني؛ لإيجاد مخرجات تدفع باتجاه وحدة الأمة العربية حتى لو بشكل متدرج، رغم أن ذلك تأخر كثيرًا، الأهم أن تتوفر هذه الإرادة لتهدئة الأوضاع وبداية الاستقرار في المنطقة.

ونوه إلى أن القمة لن تكون روتينية هذه المرة؛ إذ أنها ستشهد رؤية لتهدئة الأوضاع وآليات لمعالجة الملفات الساخنة في السودان، وتجاوز الأزمة الليبية التي ما زالت عالقة وتمنعها عن إجراء الانتخابات، ووضع آليات لإنجاز ملف الانقسام الفلسطيني الذي يقر في الجزائر بمساعيه الرامية إلى إيجاد حل عادل وجاد وسريع، فضلا عن وضع آليات لتجاوز الأزمة اليمنية خاصة بعد تسوية الأوضاع مع إيران، وهو ما يجب أن يستغل قبل تدخل أي أطراف خارجية.