عندما تجد طفلًا لم يحصل على قدر كاف من التربية السليمة تنزعج جدًا والمشكلة تكون أكبر عندما ترى الكبير على هذه الصورة، كثيرون هم من حولنا ربما نجدهم في تعاملاتنا اليومية مهمتهم الأولى هى رفع معدل السخط لدينا نحوهم بانتظام، فهم من قرروا البقاء كما هم حتى وإن اقتربت أعمارهم من مرحلة أرزل العمر، فمن شب على شيء شاب عليه.
تعودوا الاستخفاف بالآخرين وبمشاعرهم ولم يراعوا طبائعهم فهم لا يرون إلا أنفسهم، يصنعون الإزعاج بأيديهم، وعند دخول أحدهم إلى مكان ما ستظهر على كل رواد المكان علامات الضيق والسأم منهم، فهؤلاء من اتسعت عليهم صفة الإنسانية حتى أصبحت لا تناسبهم، إنهم المادة الخام لانعدام الذوق وهم أيضًا من أجادوا التملص من أفعالهم في كل مرة بمكرهم.
عمالقة الشر بيننا يلقون بظلالهم علينا ، يحولون بيننا وبين هدوئنا ويختصرون من أعمارنا في كل يوم أعمارًا ليضيفوها ببرودة أعصابهم إلى أعمارهم. إدعاء البراءة سبيلهم والاستخفاف بمشاعر الغير هو مظلتهم الوحيدة والكبيرة التي يعيشون تحتها هم ومن يشبهونهم.
هم ملوك اللامبالاة خاصة إذا ما واجهتهم بأفعالهم ، يجيدون تسفيه الأمور الكبيرة التي تؤرقنا بسببهم ، يتهموننا برقة الاحساس وكأن رقة الاحساس ذنب في عرفهم ، لا يخضعون لسلطان دين أو خلق كريم ، احترفوا الجدال فمزقوا مابيننا وبينهم من روابط بأيديهم، نعم هم من فعلوا هذا بأنفسهم.
استصغار ما يؤذينا يدمر ما تبقى لكم من رصيد عندنا وقد كانت تلك هى رسالتنا اليومية التي كنا نبعث بها إليكم ، فارقونا فقد اكتفينا من ظلمكم، مللنا الحياة معكم أو بقربكم، كرهنا التواجد في مجالسكم، سئمنا الحديث الذي لا طائل منه معكم، لجأنا إلى الله القدير نرجوه ونتوسل إليه أن يضع لنا خطًا لنهايتكم.
إنهم من يمشون على الأرض بغير هون، يسيئون لمن أحسن إليهم ، هؤلاء قدرنا وابتلاؤنا، إنهم طغاة في كل مراحل أعمارهم، فكيف لمن أتى شيئًا منذ صغره أن يتخلى عنه ولأجل من؟ من أجل راحة الغير إنها المستحيلات الأربع قد تجمعت فلا خير فيهم ولا عزاء لنا في غياب ضمائرهم.
أقل قرار يمكننا اتخاذه مع هؤلاء هو تجنب التواجد في مجالسهم والسعي بكل عزم لمقاطعتهم إن وجدنا لذلك سبيلًا، أما عن تكرار توبيخهم فلا فائدة منه، فحديثنا مع الجماد جنون وهؤلاء موتى لاحياة فيهم ، فهم من صنعوا مكانتهم بأيديهم وسقطوا في بحار العدم بأنفسهم.