ديوان أوراق الغرفة 8 هو آخر دواوين شاعر الجنوب أمل دنقل، والذي تحتفي الأوساط الثقافية اليوم بذكرى وفاته الـ 40، والتي تحل اليوم 21 مايو من عام 1983م، وكتبه وهو على سرير المرض يقاوم وينازع الموت طوال 4 سنوات، من أوائل شهر سبتمبر 1979 وحتى أواخر مايو 1983، حيث صدر الديوان.
ويعد ديوان أوراق الغرفة 8 لأمل دنقل هو آخر دواوينه الشعرية، التي كتبها وهو يصارع الموت، والغرقة 8 هي آخر غرفة صعدت منها روحه إلى السماء بعد صراع طويل مع مرض السرطان، قرابة العام والنصف في الدور السابع من المعهد القومي للأورام.
ويضم الديوان قصائد أمل دنقل الأخيرة في حياته، من ضمنها: «ط ضد مَن»، و«زهور» وكانت الكتابة النهائية لكلتيهما في مايو 1982م، وقصيدة «لعبة النهاية» والتي كتبها في يونيو، و«السرير» في نوفمبر من نفس العام.
وأما القصائد الأخرى التي قاربت هذا التاريخ، كانت في عام 1981 ومنها، «الطيور»، و«الخيول»، ولكن كعادة أمل دنقل ظل يُغير ويبدل فيهما لحرصه الدائم للوصول إلى أقصى درجات الدقة اللغوية، إلى أن استقر في الأخير على صياغتهما الأخيرة وكانت «الطيور» في شهر أكتوبر عام 1982م، و«الخيول» في أواخر ديسمبر من نفس العام.
ولا تمثل هذه القصائد كل ما كتبه أمل دنقل في فترة مرضه، ولكنها ما وجدته زوجته عبلة الرويني، في هذه المرحلة، ويعود تاريخ القصائد المتبقية إلى فترة زمنية تمتد من عام 1975م.
ويبدأ أمل دنقل ديوانه الغرفة 8، بقصيدة «الجنوبي» والتي كتبها في فبراير 1983م، لتكون الورقة الأولى في افتتاحية ديوانه والأخيرة في رحلته على الأرض، وبدأها بصورة تضع الضوء داخل نفسه الصغيرة، ويسترجع ذكرياته منها، قائلًا:
هل أنا كنتُ طفلاً
أم أن الذي كانَ طفلاً سواي؟
هذه الصورُ العائليةُ..
كان أبي جالسًا، وأنا واقفٌ.. تتدلى يداي
رفسةٌ من فرس
تركتْ في جبيني شجًّا، وعلَّمت القلبً أن يحترس
أتذكرُ.. سالَ دمي
أتذكرُ
ماتَ أبي نازفًا
أتذكرُ..
هذا الطريقَ إلى قبرِهِ..
أتذكرُ
أختي الصغيرةَ ذاتِ الربيعين.
لا أتذكرُ حتى الطريق إلى قبرها
المُنْطَمِس
أَوَ كانَ الصبي الصغير أنا؟
أم تُرى كان غيري؟
وأختتم ديوان أوراق الغرفة 8 بقصيدة «محمود حسن إسماعيل» والتي كتبها أمل دنقل في الذكرى الرابعة لـ محمود حسن، في عام 1981، ولكنها كان ينقصها اللمسة الأخيرة، واستخلصت من آخر مسوداتها.