كتب: أحمد مجدي
يبدو أن الخناق يضيق كل يوم على نظام تميم بن حمد آل ثاني، فكل المعطيات تشير إلى أن حالة عدم الرضا على سياسات تميم وصلت إلى قلب العائلة الحاكمة، فيما يرى كثيرون أن وصول الأمر إلى تلك المرحلة نذير بالفرصة الأخيرة، التي يتحتم على تميم أن يسلم بالرضوخ لها، وإلا فالمرحلة اللاحقة لن تحمل ما يحمد عقباه لذلك النظام.
أبرز التطورات أتت عبر خطاب متلفز ظهر فيه الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني دعا فيه إلى تجنيب البلاد كراهية الأشقاء الخليجيين، ورفضه التام لسياسات الدوحة الحالية "الممالئة للإرهاب" والداعمة لوجود الكيانات الإرهابية في الأراضي القطرية.
الشيخ سلطان قال بكل وضوح إنه يخشى أن يذكر القطري فور إتيان سيرته بالإرهاب بين الأشقاء الخليجيين الذين يؤكد "حبهم المتأصل" للشعب القطري، على الرغم من السياسات القطرية التي توجه ضدهم، على حد وصف بيان الشيخ سلطان بن سحيم.
الشيخ سلطان يمتلك حظوة كبيرة داخل العائلة القطرية الحاكمة، فهو الابن الثامن للشيخ سحيم بن حمد بن عبد الله آل ثاني، أول وزير خارجية لدولة قطر، ووالدته هي الشيخة منى بنت جاسم بن محمد آل ثاني.
غضب الشيخ سلطان بدا واضحًا في بيانه، الذي أكد فيه أنه اضطر إلى السفر لباريس، لأنه يحتمل البقاء "في الدوحة" مع من أسماه بـ"المستعمر" الذي يدعي حمايتنا من الأشقاء الخليجيين.
ودعم الشيخ سلطان اللقاء المقترح من الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وأكد ضرورته الماسة لإيجاد حل حقيقي لأزمة النبذ التي يعانيها المواطنون القطريون من أشقائهم الخليجيين، وهو ما يجب إنهاؤه.
وتنتظر تلك التطورات إجابة حاسمة من نظام تميم بن حمد آل ثاني، فهذه المرة، أصبحت الحلقة أقرب إلى رقبته من أي وقت مضى، لأن الناقمين عليه أصبحوا بين أهل بيته وعائلته الحاكمة، فاستجابة تميم لذلك التطور بالإيجاب قد تنقذ رقبته من المقصلة إن رضخ للحوار القطري الداخلي، وما يبنى عليه من قرارات وطنية حقيقية صادرة عن تطلعات الشعب القطري تجاه الأشقاء في الخليج، أما إن واصل رفضه لأي حوار، فسيتحمل بكل تأكيد تبعات تلك المماطلة، التي أصبحت مستهجنة من أخص خصائصه، وأهل بيته.