أثارت الصفقة التي استلمت زيمبابوي بموجبها 18 طائرة هليكوبتر من روسيا قيمتها 320 مليون دولار الكثير من الجدل بسبب التكلفة والشفافية وفائدة الشراء وسط أزمة اقتصادية تعاني منها البلاد، بجانب مشكلة إمكانية تشغيلها بسبب العقوبات الأمريكية.

وذكرت شبكة البلقان الإخبارية المتخصصة في شئون أوروبا الشرقية وأوراسيا أنه في الوقت الذي تؤكد فيه هراري أن مروحيات (كازان أنسات)، التي سلمتها الشركة الروسية الحكومية (روستك) إلى هراري، سوف تُستخدم في مهام الشرطة الجوية والإنقاذ والإسعاف الجوي، وأن هناك أربعة عشر مروحية أخرى من المقرر أن تسلمها روسيا إلى زيمبابوي بحلول نهاية عام 2025، يشكك النقاد في أولويات حكومة زيمبابوي.

وقال مسو ندلوفو المتحدث باسم حزب (الاتحاد الشعبي الأفريقي) المعارض في زيمبابوي إنه يجب التحقيق في عملية الشراء، إذ أنه في دولة عادية ذات اقتصاد طبيعي، سيكون شراء مثل هذه المروحيات سببًا للاحتفال، إلا أن الوضع في زيمبابوي بعيدة كل البعد عن ذلك.

وأضاف أن البلد نفسه بحاجة ماسة إلى النقل الجوي للحصول على رعاية طبية حيث توقف كل شيء عن العمل، ولا يوجد في المستشفيات أي أدوية، بما يتضمن المسكنات الأساسية مثل الباراسيتامول، ولا يوجد فيها جهاز واحد يعمل في مجال السرطان، ووسط كل ذلك، تشتري الحكومة طائرات هليكوبتر لنقل المرضى جواً وحالات الطوارئ الأخرى فقط لنقلهم إلى المستشفيات الفارغة.

وقال ناقد آخر، طلب عدم نشر اسمه، إن الشراكة بين القطاعين العام والخاص تعني أن الأموال المستخدمة ملك للجمهور ويجب أن تكون هناك مساءلة في كيفية استخدامها، لأن ذلك يعني أن هناك شركات خاصة متورطة.

من جانبه، أعرب إيان كوكس الخبير البريطاني في شئون الطيران والدفاع عن اعتقاده بأن عملية البيع قد تكون مجرد وسيلة روسية للتخلص من المروحيات التي لن تتمكن من خدمتها بسهولة بسبب العقوبات الأمريكية.

وفي حديثه بعد استلام الطائرات، قال الرئيس إيمرسون منانجاجوا إن بعض الطائرات ستستخدم لخدمة المراكز السياحية مثل حديقة مانا للحياة البرية ذات الشهرة العالمية وكذلك شلالات فيكتوريا.

وأوضح أن زيمبابوي تخضع لعقوبات تجعلها مقيدة فيما يتعلق بالحصول على الأدوات التي تحتاجها للتخفيف من تأثير الأعاصير والكوارث الطبيعية على المنطقة على عكس جيرانها والدول الأخرى.

من ناحيته، شكر السفير الروسي في زيمبابوي نيكولاي كراسيلنيكوف مضيفه الرئيس الزيمبابوي على دعم بلاده وسط العمليات العسكرية الروسية على أوكرانيا.