على مدار ثمان أعوام، عانى أهالي قرية نكلا التابعة لمركز منشأة القناطر محافظة الجيزة، من عدم توافر مستشفى قريبة يحصلون من خلالها على الخدمات الطبية، وذلك بعد تحويل مستشفى نكلا الموجودة بالقرية لمستشفى خاصة بتنظيم الأسرة وإغلاق مبانيها السبع التي كانت تستخدم في تقديم خدامات طبية متكاملة للأهالي، الذين طرقوا جميع الأبواب دون نتيجة.
ويروي الأهالي مأساتهم مع المستشفى، حيث يقول أحمد فتحب أحد أبناء القرية والمرشح لعضوية المجلس المحلي بها، إن أزمة الأهالي تتمثل في عدم وجود مستشفى قريب، فيما تم تعطيل مستشفى القرية التي كانت تخدم أكثر من نصف مليون مواطن هم أهالي القرية وأكثر من 22 قرية مجاورة لها، حيث كانت المستشفى تعمل بصورة طبيعية منذ ثمان أعوام، حين صدر قرارا بتحويلها لمستشفى حميات، وتجهيزها لهذا الغرض ولكن تفاجئنا بتحويل جزء منها لوحدة تنظيم أسرة وتم إغلاق باقي مباني المستشفى التي تصل إلى سبعة مباني على مساحة كبيرة ومجهزة بصورة عالية من حيث التشطيبات والأجهزة، التي تم نقل جزء منها دون تحديد السبب مع تسريح الأطباء منها والاكتفاء بطبيبين فقط مع العلم أن المستشفى تقع على طريق يدعى «طريق الموت» وهو الطريق العمومي للقرية حيث دائما ما تقع الحوادث به.
وأضاف: «طرقنا جميع الأبواب لإعادة فتح المستشفى أو تنفيذ قرار تحويلها لمستشفى حميات ولكن دون جدوى، في الوقت الذي نعانى فيه من انعدام الخدمات الطبية، رغم كثرة الحوادث على الطريق المتعرج، الأجهزة داخل المستشفى يأكلها الصدأ وبضعها تم نقله، وقمنا بمجهود كبير حتى أقنعنا إدارة المستشفى بإعادة تشغيل أجهزة الأشعة والعلاج الطبيعي بمقابل بسيط، ووصل الأمر أننا أصبحنا نستخدم الثلج في حال وقعت حالات وفاة لعدم تشغيل الثلاجات»
وأشار إلى أن المستشفى، خالية تماما من الأطباء عدا اثنين فقط لا يفقهون شيء سوى تنظيم الأسرة، كذلك لا يوجد بها ممرضين أو أي خدمات تسعف أهالي القرية.
الأمر نفسه أكده نبيل عبد المندي خلاف، أحد أهالي القرية، وهو مدير مدرسة ثانوي على المعاش، حيث قال إن المستشفى يعود تاريخ إنشائها منذ عام 1926 على مساحة خمسة أفدنة وكانت تخدم 22 قرية، حتى قام دكتور حاتم الجبلي بتحويلها لطب أسرة، ومنذ تلك اللحظة والأهالي يعانون، مؤكدا أن الأهالي قدموا شكاوى لوزارة الصحة ورئاسة الوزراء دون استجابة.
وتابع: «بعد ذلك أكدت لنا مديرية الصحة بالجيزة، أن المستشفى ستتحول لمستشفى حميات، نظرًا لاتساع مساحتها ووجود أجهزة بها وغرفة عمليات ولكن هذا لم يتحقق، والحوادث على الطريق تزيد يومًا بعد يوم والأهالي يعانون في الانتقال لمستشفيات بعيدة إذا ما حدث شيء».
واستكمل: «مبنى 2 و4 و 6 تم إغلاقهم، فيما استغلت الإدارة الصحية بمنشأة القناطر أن المستشفى كبيرة ومهجورة ولا يسأل عنها أحد واستغلوا أربع مباني بها ونقلوا مكاتبهم فيها رغم أن المكتب الإداري التباعين له بمنشأة القناطر موجود»
ونوه بأن هذا يعد إهدارًا للمال العام حيث أن المستشفى مجهز تمامًا ولا ينقصه سوى الأطباء حتى يعود للعمل من جديد.