الثلاثاء 14 مايو 2024

سيد أفندي .. عد إلينا

19-9-2017 | 11:41

بقلم : عمرو سهل

الله يرحمك يا عم سيد كان كلامك أحلى ما نسمعه ساعة الصبحية ورغم أنك ماكنتش زعيم بس الإذاعة تعمل لك حساب وكان الجميع  ينتظر "كلمتيك" وياخدها بمحمل الجد.

الله يرحمك ياعم سيد كان يسمعك الفقير والغني، والبسيط والمركب, والمثقف والجاهل, وكان الجميع يجد لديك كل جديد بل ومفيد، وكنت تواجه الناس بعيوبها لكن بلطف ودون إشارة تحرج أو لفظ يجرح.

كان لقاؤك والذي لا يدوم طويلا جلسة صلح نفسي يشهدها كل مستمعيك دون حاجة الذهاب إلى عيادة أو تكلف عناء التحدث إلى طبيب، وكنت لسان حال أناس كثيرين لا يملكون نفس مهارتك في التعبير عن مكنوناتهم.

لا أعرف لماذا تذكرت يوم رحيلك وأنا أتابع برامج التوك شو والتي أشعر معها أني غريب في وطني وهي لا تتحدث إلا عن غرائب مجتمعنا وشذوذ بعض أفراده تحت وطأة طمع المتابعة والخريطة الإعلانية.

حسابات لم تعرفها يوما يا عم سيد فلم نشهد معك فاصلا إعلانيا ولم نضطر أن نبحث عن الريموت ساعة أن تطل على بيوتنا ولم نعهدك يوما تجلدنا ذاتيا وتشوهنا.

كنت تزرع فينا الأمل في التغيير للأفضل دون أن نشعر معك بالخجل من حالنا، وكانت كلماتك وصوتك ذات رنين ينفذ إلى الوجدان دون تأشيرة, وكنا نصدقك دون مشهد من "يوتيوب" أو لقطة مختلسة من على "الانستجرام".

لم نشعر معك يوما أنك تمارس دور المنظر القابع في البرج العالي، ولا الملقن "البايخ" اللي حافظ كلمتين ويطوف بهما على القنوات كما تاجر الشنطة.

الله يرحمك يا عم فؤاد المهندس يا صوت "سيد أفندي" في برنامج "كلمتين وبس" للعبقري أحمد بهجت تذكرناك لأن رحيلك صادف أوجاعنا من إعلام مفتعل مزيف يؤرقنا.

    Dr.Radwa
    Egypt Air