الخميس 21 نوفمبر 2024

ثقافة

تفاصيل الاكتشافات الأثرية الجديدة في سقارة.. أكبر وأكمل ورشتين للتحنيط ومقبرتين

  • 27-5-2023 | 16:11

اكتشافات أثرية جديدة بجبانة سقارة الأثرية

طباعة
  • همت مصطفى

اكتشافات أثرية جديدة بجبانة سقارة الأثرية:
للعام السادس على التوالي البعثة الأثرية المصرية تنجح في الكشف عن:
أكبر وأكمل ورشتين للتحنيط آدمية وحيوانية من عصري الأسرة 30 والبطلمي

السيد أحمد عيسى: تحرص الوزارة على تطوير المتاحف والمواقع الأثرية في مصر مع الحفاظ على هويتها وطابعها المُميز مما يساهم في رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين وتقديم تجربة سياحية متميزة لهم.

الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار: افتخر بنجاح البعثة في العثور على هذه الاكتشافات المتميزة بسقارة للعام السادس على التوالي.

في مؤتمر صحفي عالمي، أعلن السيد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار عن كشف أثري جديد بمنطقة آثار سقارة حيث نجحت البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في العثور، لأول مرة عن أكبر وأكمل ورشتين للتحنيط إحداهما آدمية والأخرى حيوانية، بالإضافة إلى مقبرتين وعدد من اللقى الأثرية، وذلك خلال استكمال أعمال حفائر البعثة بجبانة الحيوانات المقدسة » البوباسطيون « بمنطقة آثار سقارة، للعام السادس على التوالي.

 

حضر مراسم الإعلان عن الكشف اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، و47 سفير من الدول الأجنبية بالقاهرة وزوجاتهم، ومديري المعاهد الأجنبية بالقاهرة، وعدد من قيادات الوازرة، والمجلس الأعلى للآثار، وأكثر من 200 وكالة أنباء، وصحف مصرية، وعربية، وعالمية.

 التراث العالمي لليونسكو

واستهل وزير السياحة والآثار المؤتمر الصحفي بإلقاء كلمة رحب خلالها بالحضور معربًا عن سعادته بتواجده في منطقة آثار سقارة التي تعتبر أحد أهم أجزاء جبانة منف المُسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو والتي هي أيضا بمثابة متحفاً مفتوحاً يُبرز جانباً كبيراً من فترات التاريخ المصري القديم حيث تَحتضن أقدم بناء حجري في تاريخ البشرية وهو هرم زوسر المدرج بالإضافة إلى العديد من أهرامات الملوك والملكات.

 

وأشار إلي ما تقوم به وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار من أعمال مستمرة لتحسين ورفع جودة الخدمات السياحية المُقدمة بسقارة بالشراكة مع القطاع الخاص لتقدم لزائريها من المصريين والأجانب تجربة سياحية متميزة، وهو ما يأتي في إطار أبرز محاور الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر والتي تهدف إلى تحقيق نمو سريع يتراوح ما بين 25% و30% سنوياً في صناعة السياحة في مصر؛ من خلال إتاحة الوصول إلى المقصد السياحي المصري بصورة أكبر ومضاعفة عدد مقاعد الطيران إلى مصر بالتعاون مع وزارة الطيران المدني، والعمل على تشجيع وتحسين مناخ الاستثمار، وتحسين التجربة السياحية بالمقصد السياحي المصري.

وأكد على حرص الوزارة، في إطار دورها كمنظم ورقيب ومدير لبرامج الإنفاق العام، على تطوير المتاحف والمواقع الأثرية في مصر والحفاظ على هويتهم وطابعهم المُميز مما يساهم في رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين وتقديم تجربة سياحية متميزة لهم.

 

 استكشاف الثقافة والآثار

وفي نهاية كلمته وجه السيد أحمد عيسى التحية والشكر لأعضاء البعثة الأثرية المصرية ورئيس البعثة، ولكافة العاملين بالمجلس الأعلى للآثار على المجهود الكبير الذي يبذلونه حتى يقدمون مثل هذه الاكتشافات الهامة، بجانب دورهم في الحفاظ على الآثار المصرية والذي شَهده بنفسه، الشهر الماضي عندما قام بزيارة موقع حفائر البعثة في سقارة، وتفقد ما يقومون به من أعمال حفائر وترميم، ولقاءه بفريق العمل الذي نجح في العثور على هذا الكشف وغيره من الاكتشافات الأثرية المهمة التي تصدرت أخبارها وسائل الإعلام المحلية والعالمية والتي بدورها ساهمت في الترويج السياحي لمصر وخاصة منتج السياحة الثقافية،.

 

ونوه إلى أن هناك الكثير من السائحين حول العالم لديهم شغف كبير بالحضارة المصرية القديمة، وهو ما أكدته نتائج إحدى الدراسات التسويقية التي تم إجراؤها خلال الفترة الماضية، حيث جاءت شريحة السائحين اللذين يبحثون عن استكشاف الثقافة والآثار من أكثر الشرائح التي لديها طلب كبير على زيارة المقصد السياحي المصري.

 

وأضاف أن سقارة ومصر لن تتوقف عن البوح بأسرارها فهناك العديد من الاكتشافات الأثرية القادمة.

 من عصر الأسرة الـ 30 

وأوضح دكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة أن الورشتين المكتشفتين تعودان لأواخر عصر الأسرة الـ 30 وبداية العصر البطلمي، مضيفا أن البعثة تمكنت كذلك من الكشف عن مقبرتين من عصري الدولتين القديمة والحديثة، بالإضافة إلى عدد من اللقى الأثرية، مؤكدًا على أن البعثة قامت بالعديد من الاكتشافات الأثرية المهمة منذ بدء عملها بالموقع عام 2018، معربًا عن فخره بنجاح فريق مصري خالص من آثاريي ومرمي المجلس الأعلى للآثار للعام السادس على التوالي بهذا الاكتشاف الهام.

ورشة التحنيط الآدمية 

وأضاف: أن ورشة التحنيط الآدمية التي تم الكشف عنها عبارة عن مبنى مستطيل الشكل من الطوب اللبن مقسم من الداخل إلى عدد من الحجرات تحتوي على سريرين للتحنيط الآدمي وتتراوح أبعاد السرير حوالي مترين طول ومتر عرض و50 سم ارتفاع، وهو مكون من عدة كتل حجرية مغطى من أعلي بطبقة من الملاط بها ميول ينتهي بميزاب، لافتا إلى أنه تم الكشف داخل الورشة على عدد كبير من الأواني الفخارية من بينها أواني على شكل إناء الحس منتشرة في جميع الحجرات والتي ربما كان يتم استخدامها في عملية التحنيط.

وتم الكشف عن بعض الأدوات والأواني الطقسية وكمية كبيرة من الكتان ومادة الراتينج الأسود المستخدمة في التحنيط، الأمر الذي يشير إلى أن عمليات التحنيط التي كانت تتم بتلك الورشة لأدميين.

 ورشة التحنيط الحيوانية 

أما عن ورشة التحنيط الحيوانية فقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أنها عبارة عن مبنى مستطيل الشكل مبني من الطوب اللبن يتوسطهما مدخل له أرضية من الحجر الجيري من الداخل مقسمة إلى عدد من الحجرات والصالات، حيث تم الكشف داخلها على عدد كبير من الأواني الفخارية وبعض الدفنات الحيوانية مختلفة الأشكال والأحجام كما عثر على بعض الأدوات الخاصة بالتحنيط الحيواني كالكتان وبعض الأدوات البرونزية.


وتحتوي الورشة على 5 أَسرة من الحجر الجيري، وهي غائرة في الأرضية ومختلفة نسبيا عن تلك الأسرة الموجودة في ورشة التحنيط الآدمية، لافتا إلى أنه خلال دراسة اللقى الأثرية التي تم الكشف عنها داخل هذه الورشة تشير إلى أن الورشة كانت تستخدم على الأرجح في تحنيط الحيوانات المقدسة المرتبطة بالإلهة باستت.

 الكشف عن مقبرتين من عصر الأسرة الخامسة والـ 18

ومن جانبه قال الأستاذ صبري فرج مدير عام منطقة آثار سقارة والمشرف على الحفائر أن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن مقبرتين الأولى لشخص يدعي "نى حسوت با" وهو أحد موظفي عصر الدولة القديمة من الأسرة الخامسة (حوالي 2400 ق. م) ويحمل العديد من الألقاب الدينية والإدارية أهمها كبير عشرة الجنوب، مدير الكتبة، كاهن الإله حورس والإلهة ماعت، والمسئول القانوني عن شق الترع والقنوات

ولمقبرة الثانية فهي لشخص يدعي "من خبر" من عصر الدولة الحديثة من الأسرة 18(1400 ق. م) وكان يحمل لقب كاهن الإلهة قادش وهي معبودة أجنبية من أصل كنعاني من منطقة سوريا كانت تعبد في مدينة قادش وعبدت في مصر في عصر الأسرة 18 وكانت المعبودة الخاصة بالخصوبة، وسيدة نجوم السماء عظيمة السحر.

نصوص هيروغليفية 
 

وأفاد الدكتور محمد يوسف مدير المنطقة أن مقبرة "ني حسوت با" هي عبارة عن مصطبة مستطيلة الشكل، مدخل غرفة الدفن بها يقع في الركن الجنوبي الشرقي للمصطبة، يبدأ بواجهة حجرية منقوشة من الجانبين تحمل مناظر لصاحب المقبرة وزوجته "تب إم نفرت"، ويعلو الواجهة نصوص هيروغليفية تحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة وزوجته، وأسفل ذلك مناظر لحاملي القرابين، يؤدى المدخل إلى صالة عرضية أبعادها جدرانها مزينة بمناظر للحياة اليومية، والأحراش، والزراعة، وصيد الأسماك، وفي منتصف الجدار الغربي للصالة يوجد باب وهمي على جانبيه مناظر جنائزية، وقوائم قرابين وذبح الأضاحي، ومناظر الحفلة الموسيقية.

 

أما عن تخطيط مقبرة "من خبر" فأشار الأستاذ محمد الصعيدي مدير البعثة أنها مقبرة صخرية أغلبها منحوت في الحافة الصخرية وبها جزء مبني من الحجر الجيري وهي تتكون من بوابة مبنية من الحجر الجيري عبارة عن كتفين وعتب منقوشين باسم والقاب لـصاحب المقبرة "من خبر" وزوجته وابنه، يلي ذلك صالة مربعة الشكل على جدرانها بقايا طبقة من البلاستر مرسوم عليها مناظر لصاحب المقبرة وزوجته جالسين أمام مائدة قرابين.

تمثال من الألباستر

وقد عثرت البعثة على نيشة في الجدار الغربي من الناحية الشمالية يصل ارتفاعها إلى حوالي 130 سم بعمق حوالي 70 سم وعرض حوالي 50 سم، حيث عثر بداخلها على تمثال من الألباستر بحجم كبير بارتفاع حوالي متر، يصور التمثال لصاحب المقبرة جالس على كرسي ويرتدى باروكة شعر ويمسك بزهرة اللوتس بيده اليسرى على صدره،  واليد اليمنى مفرودة على فخذه الأيمن ويرتدى رداءً طويلًا يمتد حتى الساقين ونقش على صدره وكتفيه 4 خراطيش ملكية يقرأ منها: تحتمس الثالث والرابع.

صاحب المقبرة

وأضاف أنه يوجد على جسم التمثال 3 أسطر من الكتابة الهيروغليفية ملونه باللون الأزرق في وضع رأسي تحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة، و تم العثور على لوحة جنائزية من الحجر الجيري عليها نقوش، وأجزاء من بردية تحمل اسم صاحب المقبرة.

جبنة مصرية قديمة  «جبنة الماعز»  600 ق.م

وقد تمكنت البعثة من الكشف عن عدد من اللقى الأثرية من بينها مجموعة من التماثيل الحجرية لشخص يدعى" نى سو حنو" وزوجته، وتماثيل من الخشب والحجر لشخص يدعى "شبسس كا" من عصر الأسرة الخامسة وتمثال حجري لزوجته، وتمثالين خشبين لسيدة تدعى "شبسسكا"، وتابوت من الخشب الملون على هيئة آدمية من عصر نهاية الدولة الحديثة وبداية عصر الانتقال الثالث، ومجموعة من موائد للقرابين، وأبواب وهمية، ومجموعة من التمائم المصنوعة من الفيانس والأحجار، وتماثيل أوشابتى، وأجزاء من بردية، وقطع من البرونز، وجعارين، وأجزاء من أختام طينية، ومجموعة من الأواني الفخارية والأدوات التي كانت تستخدم في ورشة التحنيط، ومجموعة من الأواني الفخارية التي تحوى جبنة مصرية قديمة (جبنة الماعز ) 600 ق.م، وتماثيل خشبية للمعبود بتاح سوكر أوزير، ونواويس خشبية ملونة.

 

من الجدير بالذكر أن البعثة الأثرية المصرية بدأت عملها بموقع جبانة البوباسطيون منذ عام 2018 حيث تمكنت من الكشف عن مقبرة فريدة لكاهن من الأسرة الخامسة يدعى "واحتي"، بالإضافة إلى 7 مقابر صخرية منها ثلاثة مقابر من الدولة الحديثة، وأربعة من الدولة القديمة، وواجهة مقبرة من الدولة القديمة.


وفي عام 2019 تم الكشف عن خبيئة للحيوانات المقدسة والتي تحتوي على أكثر من ألف تميمة من الفيانس، وعشرات التماثيل لقطط الخشبية، ومومياوات قطط، وتماثيل خشبية، ومومياوات لحيوانات مختلفة.
كما نجحت البعثة في عام 2020 في الكشف عن أكثر من 100 تابوت خشبي مغلق بحالتهم الأولى من العصر المتأخر داخل آبار للدفن، و40 تمثالاً لإله جبانة سقارة بتاح سوكر بأجزاء مذهبة، و20 صندوقا خشبيا للإله حورس. وقد تم تصنيف هذا الكشف كواحد ضمن أهم عشرة اكتشافات أثرية لعام 2020، والأكثر جذبا للأنظار طبقا لمجلة الآثار الأمريكية   Archaeology magasine  

 

وخلال موسم حفائر البعثة في العام الماضي، تمكنت من الكشف عن أول وأكبر خبيئة تماثيل برونزية بجبانة البوباسطيون بسقارة، تحوي على 150 تمثال برونزي لآلهة مصرية قديمة، بالإضافة إلى 250 تابوت خشبي ملون مغلق يحتوي على مومياوات.


ومن المقرر أن تستكمل البعثة أعمالها بالموقع خلال مواسم الحفائر القادمة في محاولة للكشف عن المزيد من خبايا وأسرار هذه المنطقة.

اكتشافات أثرية جديدة بجبانة سقارة الأثرية

 

اكتشافات أثرية جديدة بجبانة سقارة الأثرية

اكتشافات أثرية جديدة بجبانة سقارة الأثرية

اكتشافات أثرية جديدة بجبانة سقارة الأثرية

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة