الثلاثاء 1 اكتوبر 2024

٣٠٠ مُسعف على خط النار

19-9-2017 | 17:06

 

تقرير: إيمان النجار

بجانب المدرعات تقف سيارات الإسعاف.. وكتفا بكتف يقف رجال الأسعاف بجوار لضباط والجنود البواسل، الكل يواجه الإرهاب، والكل على أرض سيناء يدرك أنه لا يؤدى عمله فقط، لكنه يؤدى مهمة وطنية، تحرير التراب واقتلاع جذور الإرهاب من أرض الفيروز.

العمليات الغادرة التى تنفذها الجماعات المتطرفة، لا تفرق بين أحد، الطلقات تتلقاها كل الصدور، والتفجيرات تطارد الجميع، وإن كان الأمر لا يتعدى كونه «النفس الأخير» للجماعات المتطرفة تلك، التى تعانى أشد معاناة من التضييق والملاحقات الأمنية المستمرة، إلا أن الضربات الطائشة التى يوجهونها لا تزال توقع بضحايا جدد ينضمون لقائمة «شهداء الوطن».

التفجير الذى استهدف رجال الشرطة فى بئر العبد صباح الاثنين الماضى، زرعت عناصر إرهابية، عبوات ناسفة على جانب الطريق الدولى، بمنطقة أبو الحصين.

لم يكتفى منه الإرهابيون بذلك بل استهدفوا سيارة الإسعاف كود «٢٢٧٣» المتجهة لإنقاذ المصابين فى الحادث ونقل الشهداء، وأصيب «المسعف محمد نصر عبد الرحمن- والسائق محمود حمدى حسنى»، فتوجهت سيارة أخرى لإنقاذ طاقم السيارة الأولى وأثناء عودتها بالطاقمين تعرضت السيارة الأخرى كود»٢١٣٣» لهجوم إرهابى أصيب فيه «المسعف حسن سند – والسائق يامن سعودى أحمد».

من جهته قال د.عمرو رشيد، نائب رئيس هيئة الإسعاف المصرية: الواقعة الأخيرة لا تعتبر أول مرة يتم استهداف سيارات الإسعاف، وبالأخص فى مناطق العمليات مثل سيناء، فمنذ عام تقريبا استهدفت سيارة إسعاف واستشهد المسعف وأصيب السائق، لكن المختلف هذه المرة تعمد استهداف أى محاولة لإنقاذ الأرواح حتى المسعفين أنفسهم، حيث تم استهداف السيارة الثانية التى تحركت لإنقاذ طاقم السيارة التى تعرضت للهجوم كود ٢٢٧٣، فتعرض الطاقمان للإصابة بواقع مُسعفين وسائقين، كل هذا حدث أثناء التعامل بين العناصر التكفيرية وقوات الأمن.

وأكمل: هذه أعمال “خسة”، فسيارة الإسعاف تنقل الأشخاص دون أى اعتبار للأيديولوجية ولا الدين ولا أى شىء، فقط إنقاذ حياة مواطن وتعمد استهداف منقذ الحياة عمل لا يوجد فى أى عرف ولا أى دين، وندعو الله حفظ أبنائنا فى هذه المواجهات، فالمسعفون فى خط المواجهة وخط النار بالفعل خاصة فى سيناء.

نائب رئيس هيئة الإسعاف المصرية، أوضح أن «المسعفين فى هذه المناطق يتم تزويدهم بدورات تدريبية لحماية أنفسهم وتأمين الطاقم، ويقومون بدورهم بشجاعة وبسالة على أكمل وجه، ولا مجال بينهم للخوف أو التردد، وبدلاً من أن تحبطهم هذه العمليات أو تنعكس سلباً يكون تأثيرها إيجابياً وتزيد من همتهم وشجاعتهم فى إتمام مهمتهم.

«لماذا لا تكون سيارة الإسعاف فى هذه الأماكن مصفحة مثلاً أو ضد الرصاص؟»، تساؤل أجاب عليه د. رشيد بقوله: “سيارة الإسعاف لها خصائص معينة ومن الصعب أن تكون مصفحة، وبالتالى هى سيارة مثل أى سيارة أخرى، مشيرا إلى أن منطقة سيناء يخدم فيها أكثر من ٣٠٠ مسعف هم فعلاً على خط النار وفى المواجهة.