السبت 20 ابريل 2024

دعاة الفشل يتكاثرون

مقالات28-5-2023 | 16:04

كلما اقتربت الانتخابات الرئاسية كلما سيزيد اللهاث لتضييق الخناق على مصر من قبل دوائر ترى أن موجة الغلاء فرصة تاريخية للعمل على الأرض والنشاط مرة أخرى لبدء محاولة جديدة من تصفية الحساب مع ثورة 30 يونيو ونتائجها.

إن استهداف السياحة خاصة العربية عبر مجموعة من الشائعات ما هو إلا حلقة من حلقات تتكامل يوما بعد يوم وستتصاعد يوما بعد يوم في إطار مخطط أوسع وهو أن يخرج المصريون في تصويت عقابي لن تقل نتائجه الكارثية عن فوضى لم يستطع أعداء مصر  المرور عبرها في السابق.

إن العمل على تضييق مصادر الدخل ومنها بالطبع السياحة خطوة لتركيع مصر ومحاصرتها حتى تعجز عن الوفاء بالتزاماتها فقد فشلت كل المحاولات السابقة بداية من استخدام الإخوان وتنظيمهم في 2011 ففشلوا ثم استخدام الإرهاب في سيناء ففشلوا أيضا ثم استخدام الحصار الاقتصادي والتضييق حتي يتحقق لأعداء مصر ما لم يتحقق سواء عبر الفوضى المنظمة أو الإرهاب وسيفشلون أيضا فما تحدي أحد المصريين يوما ونجح في ذلك.

وشائعة فرض أموال على السياحة الخليجية ما هي إلا باكورة من شائعات كثيرة سيبدو معظمها محكما وقابلا للتصديق فانتبهوا جيدا لهؤلاء الذين سيعملون على ترسيخ حالة وصول المصريين إلى مرحلة الفشل ومن ثم التفكك واللامبالاة ومن ثم يسهل حينها كل شئ وأي شئ.

إن وجوها تعفنت يجرى إحياؤها وأخرى طامعة يجرى إعدادها وعقول منتكسة يجرى تجهيزها لتقود موجة جديدة من التضليل الذكي عبر استخدام أنصاف الحقائق وإعادة صياغتها في عبارات محبطة باعثة على الكراهية ومن ثم الدفع في مسارات مهلكة تكون نتائجها أسوأ بكثير من بعض أوضاع نشكوها اليوم.

‘إنهم يلعبون على إحياء الشك  وترسيخ الظنون وتسفيه الحقائق أو على الأقل إسقاط هيبة من يتحدث بها أوعنها فالهدف كما قلنا فك أوصال الدولة وإعادة تشكيل استراتيجياتها ومنطلقاتها لتتناسب مع ما هو مخطط له.

سيستهدفون إرادتكم لتكفر بما سبق أن صدقتموه .. وسيستهدفون صبركم لتضيقوا ذرعا بما كنتم تتحملونه .. سيضيقون عليكم كل منافذ الفرج.. ويتركون لكم فخا وطريقا ملغوما سيزينوه لكم لتظنوه الملجأ والمنجى الوحيد.

إنه اختبار جديد لمدى تمسككم بما قررتموه في الثلاثين من يونيو إنها ساعة استخدام العبارات الدوارة والخداعة حول المستقبل والمسار والأولويات سيتفاقم السودان وستشتعل ليبيا وستمتلئ غزة ببواعث الانفجار لن يتركوا لكم فرصة لالتقاط الأنفاس أو الانتباه لما يجري وسيبذلون كل جهدهم لتبقوا منشغلين بأسعار تترنح أو بتضخم تتصاعد أرقامه حتي تمتلئ صدوركم يأسا ومن ثم يسهل توجيهكم كيف يشاءون لتسلموا حاضركم ومستقبلكم بأيديكم لعدوكم الذي لا يريد لكم أن تخرجوا يوما من دائرة العوز والفقر وكم فعلوها سابقا وأمام أعينكم فقد استهدفوا العراق بكذبة ودمروا ليبيا أيضا بكذبة فهل ستسمحون لهم أن يضيعوكم أيضا بكذبة.

نعم كتب علينا القتال وهو كره لنا فلا بديل عن مواجهة مباشرة في نهاية هذا النفق من المواجهات غير المباشرة وهذا هو عهد أعداء مصر دوما فحين يئس العدو من المصريين كان العدوان في يونيو٦٧  وهو العدوان الجاهز في كل وقت وفي كل مكان لكن تتغير أساليبه وتتلون عناوينه.

وأخيرا إن الانتباه إلى الفتنة المقبلة واجب على كل عاقل فليشد بعضنا أزر بعض وامنعوا سريان عبارات الشك والضياع المروجة واستمروا في السير إلى الأمام بلا أي التفات أو استدعاء للماضي فهم يمكرون لكن الله خير الماكرين.