يتبادر للذهن سريعًا أن برنامج الذكاء الصناعي سيتعامل مع أغانى أم كلثوم على طريقة : ماذا لو أخذنا حرفا من هنا وآخر من هناك وصنعنا مساحة من الصمت وأضفناها مع التقليب المستمر؟؟ ويمكننا أن نبتعد بذلك الحرف ونضيف المزيد من الصمت، ونتخيل أن صوتا غاب عاد من جديد!!!  ولكن كيف سيشاركنا الصوت الصناعي كرسى القصبجى الخالى؟ أو عزفا خرج على ما كان متفق عليه فى البروفة.. فسلطن الجميع ؟؟ 
أم كلثوم لم تكن مجرد صوت يمكننا أن نعيده فى ثوبه الصناعى!! كيف يمكن لذلك البرنامج أن يأتى ب "آهه" الست التى لم تكن مجرد حرفين؟؟ هل استمع لاهاتها التى توالت وتعددت وصارت نغمة بمفردها؟؟؟  فاى "آهه" سيعتمدها وقد تعددت عبر صوتها الآهات وكأن الحرفين أصبحا دنيا مليئة بالحكايات ، فالاهه الأولى تختلف عن الثانية والثالثة لتتكامل سيمفونية، أم كلثوم صنعتها وحدها، فكيف يمكنه أن يكون مثلها؟؟؟ وهل لديه ضبط لحالة السلطنة ؟؟  ومعرفة مزاج السميعة؟؟ فكيف يمكن لهذا البرنامج أن يشعر ببروفات أغانى الست التى كانت تمتد لشهور ، وكيف يتخيل أنها تركت كرسى القصبجى خاليا أمام الجمهور ولم ترضَ بغيره بديلا؟؟؟ لن يتصور حالة الانضباط التى تصنعها فى الخروج عن النص!! فالكلمة فى فكر أم كلثوم لها قدر؛ لذلك غيرت الكثير من الكلمات وقامت بعمل توافيقها وتباديلها الكلثومية فهى تعرف جيدا  الطريق نحو تغيير المزاج العربى ؛ لينضبط العالم على نغماتها. 
أتصور لو أنه تم تحميل البرنامج بأغنية و اعادات الست لها ؛ سيصرخ البرنامج سريعا أنه حدث خطأ!!
وظهرت النتيجة سريعا بعد الاستماع إلى الجزء الترويجى للأغنية التى أعلن عنها الفنان عمرو مصطفى ، والذى اثار باعلانه اعتراضات ومصالحات قبل القضايا، وأتصور أنه أكمل القصة عندما قال :إن هذا ليس صوت أم كلثوم عندما تذكر ما قيل ويقال عن الملكية الفكرية!! وأنه لن يضع صورة لها ولن يذكر اسمها!! ليؤكد لورثة أم كلثوم حرصه على تاريخها وعدم الإساءة بأي صورة لها!! لكن يمكننا ان نتساءل أين هى ؟؟ بدون صوت أو صورة او اسم؟؟؟ لكنه بذلك التأكيد وصف الحالة الصناعية التى جعلتنا نواجه الكثير  من الضجيج الذى بالتأكيد بلا طحين!!
لقد تعامل برنامج الذكاء الصناعى مع صوت أم كلثوم كحروف يتم تجميعها، وتخيل عمرو مصطفى أنه  بكلماته ونغماته سيصنع الخلطة السحرية فى صنع الأغنية الكلثومية !!! وذلك ما يحدث كثيرًا؛ لنجد الأغاني مجرد وجبات سريعة  تصنع حالة وهمية تدمر كل شىء، لكنها لن تصيب صوت أم كلثوم الذي بقي بعد غيابها ثمانية وأربعين عاما وسيظل.