كتب – مصطفي المصري:

 نشأت جماعة كو كلوكس كلان والتي تُدعى اختصارًا “KKK” في منتصف القرن التاسع عشر للميلاد في أمريكا من قبل المحاربين القدامى للجيش الكونفدرالي على شكل منظمة أخوية تؤمن بالتفوق للبيض ومعاداة السامية والعنصرية ومعاداة الكاثولوكية وكراهية المثلية. وتؤمن باستعمال مختلف أساليب العنف والإرهاب والقمع من أجل تحقيق أهدافها ومبتغاها.

واتخذت هذه الجماعة من الصليب المحروق شعارًا لحملتها الهوجاء لإثارة الرعب في قلوب الآخرين. وعلى الرغم من تنديد مختلف الأديان خاصةً المسيحية بهذه الجماعة المتطرفة، إلا أنها حظيت بمشاركة كبيرة في المجتمع الأمريكي قديمًا وكانت مهمتها الرئيسية آنذاك هي محاربة تحرير العبيد ومقاومة إعادة هيكلية المجتمع الأمريكي. فسرعان ما طوَّرت الجماعة أساليب تعذيب وترهيب شنيعة استهدفت السود الأفارقة لدب الرعب في أوساطهم وإثبات هيمنة الأمريكي الأبيض على الأسود.

لكن تم القضاء علي الجماعة في القرن التاسع عشر حيث تمت إبادتها على يد الرئيس الأمريكي “أوليسيس جرانت” خلال عملية الحقوق المدنية في عام 1871م، وعُرفت العملية آنذاك بعملية كو كلوكس كلان.

لكن مع حلول القرن العشرين، وفي عام 1915م تحديدًا، ظهرت جماعة جديدة حملت نفس الاسم أسسها آنذاك “وليام جوزيف سيمون”. وكان لمحاكمة المجرم “ليو فرانك” تأثير كبير بظهور الجماعة الجديدة.

لكن الظهور الجديد لها كان أكثر تنظيمًا من ذي قبل. فقد تشكَّلت من بنية تحتية قومية وعضوية رسمية مما ساهم بنشوء فروع مختلفة لها في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي العشرينات من القرن العشرين، أصبح قرابة 15% من السكان الأمريكيين يتبعون للجماعة. وتبنَّت الجماعة مفهوم “العقاب اللينشي”، ويعني الإعدام بالشنق دون محاكمة، إضافةً لأنواع مختلفة من أساليب التعذيب التي مورست بحق المناهضين لها خاصةً من الأمريكان الأفارقة.

لكن شعبية جماعة كو كلوكس كلان تراجعت وانخفضت خلال الحرب العالمية الثانية في منتصف القرن العشرين نتيجةً لفضائح أحاطت بالقادة البارزين للجماعة ودعمهم للنازية.

اليوم، يُقدَّر عدد أفراد الجماعة بحوالي 5000 فرد فقط في أمريكا، لكن رغم قلة أعدادهم، إلا أنهم لا يزالون يُشكلون خطرًا على الحقوق المدنية لمعاداتهم لقانون الحقوق المدنية الأمريكي وإنهاء العنصرية. لكن العدد بدأ في الزيادة اعتمادا علي انتخاب دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا الذي أعلن عن جملة قرارات عنصرية في البلاد.