نحتفل باليوم العالمي للوالدين في الأول من يونيو كل عام، وذلك وفقًا لما أقرته الجمعية العام للأمم المتحدة، حيث يعد هذا اليوم بمثابة فرصة حقيقية لتكريم الآباء والأمهات في جميع أنحاء العالم لالتزامهم بنكران الذات من أجل أطفالهم، وتضحياتهم مدى الحياة من أجل حياة أسرية مستقرة،.. وفي هذا الصدد نتساءل إلي أي مدى يؤثر التوافق النفسي بين الوالدين على الحالة النفسية للأبناء:
تقول الدكتورة إيمان ممتاز استشاري الصحة النفسية، إن الأساس الحقيقي لبناء أسرة سعيدة ، الزواج هو المنظومة الرئيسية التي تنتج الأجيال، وأي تشوه بها أو مجرد تصدع بسيط يؤثر سلباً على الأبناء ونشأتهم، ونظراَ لاحتفالنا باليوم العالمي للوالدين فأن التوافق العاطفي بين الزوج والزوجة والتعامل باحترام ومودة ورحمة، ومعرفة كل طرف احتياجات الآخر والاختلاف المبني على الفهم المتبادل، ينعكس بالإيجاب على الأولاد ويجعلهم أكثر أمانا وثقة بالنفس، ويصنع رجل يعامل زوجته بمنتهى الاحترام في المستقبل، وكذلك فتاة تحسن اختيار شريك حياتها وتنشئ أجيال جديدة تعي مدى أهمية وقوة العلاقات الاجتماعية، لأن العلاقة بين الوالدين وأبنائهم، قوامها الارتباط العاطفي وإدراك احتياجات الطفل النفسية والعاطفية والاستجابة لها.
واستطردت استشاري الصحة النفسية، أن عدم التوافق بين الوالدين والمشاكل والضغوط النفسية، فإنها تنعكس سلبا على الأبناء، وتجعلهم أكثر تهديدا وتنمي لديهم الشعور بعدم الأمان، فعندما يهدد الأب بالطلاق أو الأم بترك البيت تجعل أبنائها في حالة من الذعر والتشتت والضياع، كما أن العنف المنزلي يطبق بشكل مباشر على الطرف الأضعف في المنزل وهم الأبناء، فضلاً عن أن العنف الموجه للأم أمام أطفالها، يجعل الأولاد وخاصة الذكور أكثر تطاولا وعدم احترام للأب دفاعا عن الأم، أو يتطاولوا على الأم لأنها أصبحت بلا شخصية في نظرهم.
وأكدت أن هناك عواقب نفسية أخرى على الأطفال، تحدث نتيجة عدم التوافق بين الوالدين، وهي الانطواء والانعزالية وبعض الشكاوى الجسدية، مثل التبول اللاإرادي واضطرابات الشهية والأرق والكوابيس، وكره الحياة الاجتماعية، والغيرة والمقارنة مع الغير، ولذلك من المهم أن ندرك أنه من الطبيعي تماما للآباء والأمهات أن يتجادلوا أو يختلفوا مع بعضهم البعض، ولكن عندما ينخرطوا في نزاعات متكررة ومكثفة ولا يعملوا على حلها، يكون وضع الأطفال أسوأ، حيث تدفعهم للوم أنفسهم وتحميل أنفسهم المسؤولية عن الخلاف بين الوالدين.