الأربعاء 5 يونيو 2024

تخوفات من إفساد قطر للمصالحة الفلسطينية.. ومراقبون: «حماس» كلمة السر

23-9-2017 | 15:16

كتبت- أماني محمد

 

مع اقتراب إتمام المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس في أعقاب بيان أصدرته الأخيرة مطلع الأسبوع الجاري يقضي بقبول عودة حكومة الوفاق الوطني إلى  قطاع غزة والموافقة على إجراءا الانتخابات العامة في فلسطين بعد جهود ولقاءات أجراها الطرفين بوساطة مصرية، أثيرت مخاوف من تدخل قطري لإفشال إتمام المصالحة بين الطرفين، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، حول دور الدوحة في تعميق الانقسام الفلسطيني.

 

فيما نشر موقع «بوابة العين» الإماراتي، أمس، تقريرا تحت عنوان "وثائق أمريكية.. هكذا عملت قطر على إفساد دور مصر في المصالحة الفلسطينية"، مستندا إلى وثائق نشرها موقع "ويكيليكس" الشهير عن دور الدوحة في محاولة تخريب الجهود المصرية للمصالحة الفلسطينية، من خلال الزعم تارة، بأن حماس لا تثق في القاهرة وأن الأخيرة غير جديرة بجهود الوساطة، تارة أخرى.

 

دعم مادي وسياسي

وقال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، لـ«الهلال اليوم» إن الجميع يعلم منذ بداية وقوع الانقسام الفلسطيني بعد انقلاب حماس على السلطة في غزة عام 2007 وتجري تدخلات خارجية بإرادة قوية في استمرار الانقسام وتقديم الدعم لحماس ماديًا وسياسيًا في كثير من المواقف لتثبيت حكم حماس في القطاع”.

 

وأضاف أن ما لمسه الفلسطينيون كثيرا عندما كان يتم التوقيع على اتفاق أو الدخول في أي حوار وطني بين الحركتين كانت الأخيرة تنقض الاتفاق بعد الموافقة عليه، وتحاول التهرب من الالتزام الذي أقرته، موضحا أن ذلك وجه اتهامات لأطراف خارجية كانت تملك قرارات حماس وخاصة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والشيخ يوسف القرضاوي الذي يقيم في قطر.

 

وأوضح "الحرازين" أن قطر استضافت أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس كثيرًا ووجهت دعوات لخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس والفصائل المعارضة داخل منظمة التحرير الفلسطينية لخلق كيان بديل للمنظمة، مشيرا إلى أن قطر وجهت الدعم المادي لحماس وقطاع غزة بعيدا عن السلطة والشرعية الفلسطينية ووزارة المالية ما أطال عمر الانقسام الفلسطيني وأضر بالمصلحة الوطنية الفلسطينية.

 

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الأيام المقبلة ستكشف الكثير من هذه الأمور وخاصة الجهات التي كانت سببًا في تعطل اتفاقات المصالحة التي كانت توقع والدوافع التي جعلت حماس تنفذ انقلابها على السلطة، قائلًا"مدى نجاح قطر في تعطيل إتمام المصالحة خلال الفترة الحالية يعود إلى حماس إذا قبلت أن تبقى كما كان في السابق مرتهنة لأجندات خارجية”.

 

شروط إتمام المصالحة

وقال إن حماس إذا كان لديها رغبة صادقة في إنهاء الانقسام وإتمام الشراكة السياسية والعودة للشعب الفلسطيني لاختيار ممثليه، فإن قطار المصالحة لن يتوقف، مشيرا إلى أن حركة فتح منذ وقوع الانقسام تعمل على تحقيق المصالحة وتقدم ما هو مطلوب منها وتتحدى الإدارة الأمريكية والإسرائيلية.

 

وأشار إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، عندما خيره نتنياهو ما بين الاتفاق مع حماس أو تحقيق السلام رفض، قائلا "نحن نتفق مع جزء أصيل من أبنائنا وشعبنا ولا أحد يستطيع أن يقسمنا ونريد تحقيق السلام"، مؤكدا أن قطر قدمت الدعم المادي والمعنوي لحماس خلال السنوات الماضية.

 

وأكد "الحرازين" أن زيارة أمير قطر إلى قطاع غزة دعمت نظام حماس معنويا، أما عن الدعم المادي، فأوضح أنه منذ وقوع الانقسام الفلسطيني منعت قطر دعمها المادي السنوي الذي أقرته الجامعة العربية فلم تتوجه به إلى موازنة السلطة الفلسطينية بل قدمته إلى حكومة حماس في قطاع غزة على مدار السنوات العشر الماضية.

 

أزمة الدوحة وإنجاز المصالحة

وقال السفير طلعت حامد، الأمين المساعد للبرلمان العربي سابقا، إن قطر لها بالفعل يد في استمرار الانقسام الفلسطيني، مضيفا:" قطر ليس من مصلحتها أن تشهد الوحدة الفلسطينية أي تقدم، وتضرب على وتر الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، وما قاله وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أمس، عن دورها في تعميق الانقسام صحيح".

 

وأوضح لـ«الهلال» أن قطر ربما تسعى خلال الفترة المقبلة للتدخل لعدم إتمام المصالحة الفلسطينية وتعطيل الدور المصري فيها وتعميق الأزمة، مشيرا إلى أن "أزمتها مع الرباعي العربي لن تمنعها من ممارسة هذا الدور بل يمكن أن تسعى لتعميق الانقسام وستفعل ما بوسعها لإفشال المصالحة الفلسطينية فهي لن تكف يدها عن الدول العربية".