الإثنين 25 نوفمبر 2024

السيسى والأمم المتحدة حضور فى وقت حاسم

  • 23-9-2017 | 16:09

طباعة

بقلم – جمال أسعد

العلاقات الدولية ومنذ إنشاء الدول والممالك وكانت تعتمد على مبدأ القوة والضعف. فالقوى يسيطر ويستبد بالضعيف تماشياً وتأثراً بقانون الطبيعة منذ الأزل. ولكن مع تطور الإنسان فكراً وأفقاً وثقافة كانت الحضارات التى أضافت وثقفت وهذبت من سلوكيات الإنسان وانسحب هذا على العلاقات الإنسانية والعلاقات بين الدول ولو بصورة متدرجة ومتصاعدة تبعاً لذلك التطور. كما أن الحروب كانت ولازالت تحدد بنتائجها العلاقات بين الدول حسب الانتصار والهزيمة، نعم لازالت تلك القوانين فى مجملها وجذورها هى الحاكمة وإن اختلفت الطرق وتباينت الأساليب. حيث أضيفت الآن بعد التطور الحضارى والثقافى قوى أخرى للدول غير القوة العسكرية والمادية وهى ما يسمى بالقوى الناعمة. نعم لقد تحددت العلاقات بين الدول وحدت حدودها بعد معاهدة وستفاليا ١٦٤٨.

 

ثم تتابعت المعاهدات بعد كل الحروب حتى كانت عصبة الأمم نتيجة لنتائج الحرب العالمية الأولى والتى تطورت بعد الحرب العالمية الثانية. فكانت هيئة الأمم المتحدة.

نعم لازال مبدأ القوة يسيطر على الأمم المتحدة حيث هناك الخمس دول المسماة بالدول الكبرى حيث عرف ما يسمى بحق الفيتو أى الاعتراض الذى يدين ويسقط أى قرار جائر على أغلبية الأصوات. نعم هناك الانحياز الذى يساند الحليف والتابع والذى يسير فى ركاب هذه الدول للدول الصغيرة ومثال ذلك الانحياز الأوربى الأمريكى للدولة الصهيونية خير دليل حيث لا يوجد قرار واحد تم تنفيذه على أرض الواقع. نعم تتحكم الدول الكبرى والتى يعتمد عليها فى تمويله هيئة الأمم فى اختيار الأمين العام للهيئة. ولكن لاشك وفى أضعف الإيمان أن هيئة الأمم وفى انعقادها السنوى وهو تجمع سنوى لكل ملوك ورؤساء وزعماء العالم. حيث الفرصة سانحة لكل دولة ولكل زعيم أن يعبر عن سياسة ورؤية ومواقف دولته أمام الأمم وأمام الرأى العام العالمى حيث إن هذا الرأى وفى ضوء ما يسمى بالعولمة خاصة تلك العولمة الاتصالاتية والتى جعلت العالم كله قرية صغيرة حيث الصورة تبث فى ذات اللحظة مما خلق من هذا الرأى العام العالمى أهمية من الصعب تجاهلها سواء كان الرأى العام والرؤية والمعلومات المطروحة كانت خطأ أم صوابا فالرأى العام والممارسات تكشف وتحقق هذا الرأى حتى ولو بعد وقت. فأكاذيب أمريكا وكولن باول وزير خارجيتها إبان الأزمة العراقية حيث الادعاء بوجود سلاح تدمير شامل وكيماوى فى العراق كمبرر لسحق العراق وإنهاء تلك القوة العربية لصالح إسرائيل قد أكد الواقع كذب هذا الادعاء. أى أن كشف المواقف وفضح الأكاذيب لن يذهب هباء بل يتم تراكم المعرفة الصحيحة والمعلومة التى تكشف الزيف والباطل من الحق والحقيقة. ولذلك نرى كثيراً من مواقف الدول وزعمائها فى كشف الحقائق والتصدى لهذه الأكاذيب والوقوف مع الحق على مدار تاريخ هيئة الأمم مما ساهم وساعد فى تنوير وتعريف الرأى العام بالحقائق. ولذا وعلى ذلك رأينا السيسى ونظام يونيه ومنذ تولى السيسى السلطة وهو يحافظ مواظباً على حضور جلسات هيئة الأمم المتحدة لجمعية عمومية تعقد كل عام. وذلك للتصدى لتلك المواقف الزائفة والكاذبة وتلك الادعاءات الباطلة ضد نظام ٣٠ يونيه . حيث واجه النظام ذلك الموقف الأمريكى والأوربى المدعى أن ٣٠ يونيه انقلاب عسكري أسقط نظاماً ورئيساً جاء بالطريق الانتخابى الديمقراطى. وكأن هذه الدول لا تسعى لمصلحتها ولكنها تناضل حتى النفس الأخير من أجل تحقيق الديمقراطية فى العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان. تلك الدول التى تبنت ٢٥ يناير كثورة أسقطت نظام مبارك وهى هبة جماهيرية ساندها الجيش الوطنى المرتبط بمواقف الوطن والشعب والغريب أن ٣٠ يونيه كانت هبة جماهيرية غير مسبوقة فى التاريخ المصرى من حيث العدد الجماهيرى الذى فاق كل التصورات والذى خرج ضد جماعة سيطرت واستحوذت على الوطن تمكيناً واستحواذاً وإسقاطاً للهوية المصرية حيث أعلنت الجماعة أنها ستحكم مصر لخمسمائة عام قادمة الشىء الذى جعل القوات المسلحة بعقيدتها الوطنية تقف مع الشعب وإسقاط هذه الجماعة. فلماذا هذه التفرقة ٢٥ يناير ثورة و٣٠ يونيه انقلاب. من المعروف أن ٣٠ يونيه لم تكن ثورة ضد الجماعة ولكنها كانت ثورة حقيقية ضد محاولة أخونة الوطن وإسقاط هويته وهى القوة الناعمة الباقية والخالدة لمصر ٣٠ يونيه أسقطت المخطط الأمريكى الذى جاء بالجماعة لكى يحقق خططه فى تقسيم المنطقة على أسس طائفية لحساب إسرائيل. ٣٠ يونيه حمت مصر من التبعية السياسية التى كانت ستصبح بلا حدود وأنقذت مصر من مصير التفكك والتشرذم الذى يحدث الآن فى المنطقة. هذه هى الأسباب للتعامل مع ٣٠ يونيه كانقلاب. ولذلك كانت رؤية السيسى والدبلوماسية المصرية والعمل والتحرك الفورى والسريع مع العالم فى كل اتجاه وبكل الوسائل لتوضيح الرؤية ولكشف الأكاذيب ولتوضيح الحقيقة.. فكان حضور السيسى فى عامه الأول للجمعية العمومية للأمم المتحدة فكان هذا الحضور بمثابة تعريف العالم بالسيسى كزعيم مصرى موضحاً حقيقة الموقف وطبيعة ٣٠ يونيه وصحيح الموقف الجماهيرى الذى صنع وقام بالثورة بمساندة الجيش. هنا اضطر باراك أوباما أن يلتقى بالسيسى حيث طال اللقاء وكانت هذه بوادر النجاح. واستمرت الزيارات والجولات الدولية التى غيرت المفاهيم وبدلت المواقف لصالح مصر. كان حضور السيسى لعامه الثانى للأمم المتحدة حيث كان الاستمرار فى تعريف العالم حقيقة يونيه ومواقف النظام الذى لا يبغى غير صالح مصر والمصريين وقيام علاقات مع الجميع دون انحياز هنا وهناك فى إطار المصالح المشتركة والمتبادلة . فكانت صفقات السلاح المتنوعة من أكثر من دولة حتى أصبح الجيش المصرى هو العاشر عالمياً الشىء الذى عزز مصر وشعبها ونظامها. وكانت أيضا لقاءات السيسى مع مرشحى الرئاسة الأمريكية ترامب وكلينتون الشىء الذى أكد أهمية مصر إقليمياً وعالميا مهما كان هناك اختلاف فى الرؤية والمواقف ونأتى إلى السنة الثالثة فى رئاسة السيسى وحضوره للمرة الثالثة هذه الجمعية بل الإصرار والحفاظ على هذا الحضور حيث إن السيسى بحضوره ولقاءاته بزعماء العالم وتوضيح المواقف قد حقق مكاسب لا تقارن. يأتى حضور السيسى لهذا العام حيث يمثل هذا الحضور أهمية شديدة. فسيحضر السيسى الاجتماع فى ظل إعلان عالمى واسع النطاق وعالى الصوت بأن العالم ودوله الكبرى ضد الإرهاب وسيحارب هذا الإرهاب وسيقضى عليه. فى الوقت الذى لا نسمع فيه غير كلام ساكن ولكن على أرض الواقع لا نرى إلا نقيض ذلك. مما جعل السيسى وبجرأة غير مسبوقة يواجه العالم كله فى مؤتمر الرياض العربى الإسلامى الأمريكى بكلام يكشف الأكاذيب ويظهر الادعاءات ويظهر الحقيقة وهى أن الادعاء بمحاربة الإرهاب لا تخرج عن كونها شعارات. فمحاربة الإرهاب ليس مواجهة الإرهابيين فقط ولكن مواجهة من يؤويهم ويساعدهم ويمدهم بالسلاح وبالأموال . فهل الإرهاب فى سيناء والذى تواجهه مصر نيابة عن العالم كله يعتمد على إمكانيات الإرهابيين أم وراءه دول ومخابرات ومساعدات تفوق قدرة هذه الجماعات وتلك التنظيمات؟ ولذلك نرى بكل وضوح أن حضور السيسى هذا الاجتماع يمثل أهمية قصوى حيث سيواصل كشفه للمواقف ويحس العالم على مواجهة الإرهاب عملاً لا قولا فعلا لا شعارا. حيث إن هذا الإرهاب قد أصبح يمثل خطورة على العالم بأسره. ولكنها المصالح التى ترتبط حتى بهذا الإرهاب. هنا كشف الحقائق مطلوب وهو أقصى درجات الشفافية الدولية . ووضع الجميع أمام الحقائق واجب. هذا الحضور هو مواصلة لدور مصر التاريخى ليس فى مواجهة الإرهاب فقط ولكن فى مواصلة كشف الأدوار الخبيثة السائدة والممولة للإرهاب وكشف المساندين لهذه الدول والذين يمسكون العصا من المنتصف. وهذا يصب فى كشف الدور القطرى لكى تضع الجميع أمام مسئولياتهم . كما أن حضور السيسى هو امتداد لكشف دور الإخوان ووضعهم فى حجمهم الطبيعى الذى لا يعدو غير عدة أفراد فى شكل مظاهرات تواجه تجمعات مصريين وطنيين يدافعون عن الوطن ويحافظون على سلامته ويشاركون العالم فى مواجهة غول الإرهاب ولذا سيستقبل المصريون السيسى بكل حب لمصر ولشعبها كرسالة للجميع بأن يونيه هى هبة شعب.. حمى الله مصر وشعبها العظيم

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة