بقلم : صلاح البيطار
أم كلثوم... سوف يظل اسماً يخترق سموات الدنيا، لم ولن يتكرر عبر الأجيال الماضية والقادمة، ومئات المؤلفات التي تتناول حياتها الشخصية والفنية لا تكفي خبايا شخصيتها التي لن «تصدأ» أبداً..
والشباب في مصر والعالم العربي وبلا مبالغة في كل الدنيا، مازال يستمع باحترام وتقدير وينقل أغانيها من الاسطوانة حتي «الفلاشة» أحدث وسيلة لنقل الأعمال الفنية..
باختصار.. أم كلثوم خالدة.. غابت عنا بجسدها ولكنها علي قيد الحياة بفنها وصوتها.
وخلود أم كلثوم لا يتركز فقط في عالم الفن، وإنما لأنها انبثقت عن طين مصر التي كانت تعشقها بجنون، والمواطنة المصرية في دمائها حتي آخر نفس في عمرها.
وأم كلثوم في المواقف الوطنية، هي «كوكب» يتلألأ في سماء الدني.. والتاريخ يسجل لها المواقف الوطنية علي صفحات ناصعة البياض..
والشعب المصري بل الأمة العربية، لا ينسوا حماسها وجولاتها شرقاً وغرباً من أجل مصر، وذلك تحت مظلة التبرعات من أجل المجهود الحربي..
وجندت نفسها وقررت أن توهب نفسها وفنها لبقاء مصر شامخة رغم «كبوة» عام 67..
ومن أجل المجهود الحربى، وبترتيب دبلوماسي ذهبت «كوكب الشرق» إلي روسيا، وحققت نجاحاً منقطع النظير، لأن الإنسان في أي مكان يطرب وينصت لصوتها وأغانيها حتي الجماهير التي لا تعرف اللغة العربية وهذا ما حدث في موسكو..
وبناء علي طلب الملايين في الاتحاد السوفيتي قامت الجهة المختصة بترجمة وطبع بعض أغانيها التي أطلقتها في سماء موسكو في كتاب باللغات: الروسية والإنجليزية والفرنسية ووزعت ملايين النسخ من هذا الكتاب..
وقد قامت بعض العقول الفنية والذين يهتمون بأم كلثوم، بتلحين أغانيهاالمترجمة إلي الروسية والإنجليزية والفرنسية مثل «أنت عمري» و«اسأل روحك».. وغيرهما..
ومن أولئك الموسيقار الروسي العالمي «خاتشادوريان» الذي كان تربطه معرفة «جامدة جداً» بالموسيقار الراحل عبدالوهاب... وكان هناك مناظرة موسيقية عميقة بين قطبى الموسيقي الروسية والموسيقى العربية..
وأغاني أم كلثوم المترجمة، تتضمن نغمات تحرك المشاعر الإنسانية قاطبة..
وأتصور أن العبقري الذي يستطيع أن يحرك «عظمة» أم كلثوم وأغانيها إلي العالم هو الموسيقار عمر خيرت، وأهيب وأتودد إليه أن يخوض تجربة تلحين الأغاني المترجمة وأعرف انه يجيد اللغتين الفرنسية والإنجليزية.
أما نجما الغناء العربي والأفرنجي هما عمرو دياب ومدحت صالح..
أراهن بل أتحدي، إذا اجتمع الثلاثي «عمر وعمرو ومدحت» سوف يصنعون صاروخاً بالستياً يفوق قوة وخطورة «الصاروخ الكوري» الذي يهدد البشرية بالفناء، فأغاني أم كلثوم «البالستية» تعبر القارات بسهولة وبحلاوة صوت مدحت وعمرو سوف يعبران القارات ولأن هذه الأغاني هي نتاج «القوة الناعمة» التي تجوب بها القيادة المصرية كل بلاد العالم!!