الثلاثاء 3 ديسمبر 2024

الهلال تحاور أول برلمانية مصرية امينة شكري

  • 24-9-2017 | 14:12

طباعة

واجهت المرأة المصرية أخيرا تجربة جديدة، فقد توجت الثورة جهادها الطويل، بالمساواة السياسية التي كافحت من أجل نيلها أعواما طويلة، وتشبثت المرأة المصرية بحقها وخاضت معركة الانتخابات، ونجحت في شق طريقها إلي البرلمان... وبعد أربعة أشهر من التجربة رأت مجلة الهال أن تحدث السيدة أمينة شكري عضو مجلس الأمة، عن التجربة الجديدة التي حققتها الثورة المصرية باشتراكها في مجلس الأمة فكان هذا الحديث الطريف الآتي:

l ماذا كان شعورك حن دخلت البرلمان لأول مرة؟

- كان شعورى كشعور الجندى حين يبلغ أول أهدافه، ويستشعر عبء المسئولية التى ألقاها هذا الانتصار الأول على كاهله.

l ما هو الدرس الذى تلقيته خلال الفترة القصيرة التى قضيتها فى مجلس الأمة؟

- أهم درس تلقيته خلال هذه الفترة القصيرة هو أن أول واجبات النائب أن يجيد التفكير قبل أن يبدأ الكلام!

l ما رأيك فى رئيس مجلس الأمة وطريقة إدارته للجلسات؟

- رأيى أنه الرجل اللائق لهذا المركز، أما طريقته فى إدارة الجلسات فقوامها الجمع المحمود بن الحزم واللباقة.

l ماذا لفت نظرك فى مناقشات المجلس؟

- لفت نظرى أنها تتطور بسرعة طيبة إلى الجد ومراعاة النظام.

l ما هى المسائل التى تخص المرأة والتى يجب أن يوليها مجلس الأمة أكبر اهتمامه، وهل تقومن بدراسة مشروعات خاصة لتقديمها إلى البرلمان، وما هى؟

- إن أخص ما يخص المرأة من هذه المسائل هو تدعيم الأسرة المصرية بتوطيد التوازن الحق بن طرفيها. ومن أهم المشروعات التى أعنى بدراستها وضع التفريق بين الزوجن وتعدد الزوجات فى يد المحكمة. وظاهر أن هذا ليس فى الواقع إلا تنظيما وتوسيعا لنظام التحكيم المنصوص عليه فى كتاب الله الكريم. وبذلك تتبسط الإجراءات المعقدة الحالية وتبرأ الأسرة المصرية من الجور واختال التوازن وتصان مصالحها. وعندى أن مجلس الأمة لن تعوزه الغيرة على تحقيق هذه المصلحة القومية الكبرى بمثل السرعة والحزم المشهودين فى تصرفات سلطاتنا التنفيذية.

ولا يفوتنى، وقد ذكرت هذه المسألة، أن أؤكد المسئولية الكبرى التى يضعها نساء مصر على كاهل هذه السلطة فى مثل هذا الشأن الخطير.

l ما هو رأيك الخاص فيما قدم خلال الدورة البرلمانية الحالية خاصا بالمرأة؟

- رأيى أن مراعاة الاحتشام فى

الملبس من أجل فضائل المرأة بل من أجمل مزاياها، ولكن ينبغى ألا ننسى واجب الرجال فى هذا الصدد، وهو ما لم يفت السيد وزير الداخلية أن يشير إليه فى مناقشات المجلس. كذلك يجب ألا ننسى واجب صحافتنا الرشيدة فى تقوية الاتجاه المذكور، فإنها فى هذا الشأن ومثله الوسيلة الفعالة المرجوة حين لا يرجى الكثير من القانون.

l هل ترين أن الثورة المصرية الأخيرة قامت بواجبها نحو النهضة النسائية، وما هى أهم الميادين التى استفادت منها نهضة المرأة فى العهد الجديد؟

- إن واجبات الثورة نحو هذه النهضة وغيرها من النهضات التى تسرى الآن فى الكيان المصرى لا تنتهى ولا يمكن أن تنتهى، نعم إن الثورة حققت للمرأة المصرية ما طلبته من مساواة الجنسين فى الحقوق السياسية، إلا أن المرأة لم تطلب هذه المساواة إلا للتمكن من المشاركة الحقيقية فى المسئوليات العامة، فا يبقى نصف الأمة عاملا ونصفها الآخر عاطلا.

وعندى أن المساواة الاجتماعية

القائمة على توطيد التوازن فى بناء الأسرة، هى الوسيلة الناجمة لجنى ثمرات المساواة السياسية.

l ما هو أهم ما استفادت منه النهضة النسائية فى مصر من تمثيلك فى الوفد البرلمانى الذى سافر إلى لندن ؟

- لا أعتقد أن النهضة النسائية جنت فائدة خاصة من هذا التمثيل، وكل ما هناك أن شهودى المؤتمر البرلمانى الدولى، واشتراكى فى مداولاته كعضو فى مجلس الأمة المصرى، كان إعلانا عمليا ودليلا ملموساً بين ممثلى عشرات الدول التى اشتركت فى المؤتمر، على أن الثورة المصرية هى في صميمها نهضة تقدمية لا تعرقل خطواتها التقاليد القديمة، ولا ينقصها الإقدام على تحقيق كل صالح من التطورات العصرية .

نشر هذا الحوار في مجلة الهلال - ديسمبر 1957 .

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة