الجمعة 28 يونيو 2024

هلال الفكر .. من قصيدة عصماء لشاعر العربية الكبير محمد مهدى الجواهرى

24-9-2017 | 14:22

يا “هلال الفكر” فى العيد السعيد

هكذا ظل مضيئاً ألف عيد

هكذا ظل كما كنت حفيا

بجهود، وحفيظاً لعهود

يا “هلال الفكر” كم طورت جيلاً

وتطورت على جيل جديد

كم فككت القيد عن ذهن بطئ

وتحفظت على ذهن شرود

صعد للفن حلقت بها

فتعالى شامخاً كل صعيد

أنا ممن كنت صعدت بهم

يوم منيت بمرقاة صعود

مئة منك، ولى تسعون منها

داعيات لك بالعمر المديد

جلت فى ساحاتك الغر فتى

يلج الدرب على خطو وئيد

خلتنى جنباً إلى جنب هواة

وغواة أى شيطان مريد

وإلى جنب شيوخ غرر

سادة أى حفيد لجدود

عضدى كنت وكم ولى سدى

هوس الفنان من دون عضيد

يا “هلال الفكر” لم يلف عنيد

مثل جبار من الفكر عنيد

عنجهى يكره الخلق على

وعيه، من عبقرى وبليد

يتحدى الموت كالإعصار يطغى

فتهاوى دونه كل السدود

وضحاياه ذووه، شيدوا

دارة فاستبدلت دار خلود

أنت ممن رحت عن قرن مضى

شاهداً عدلاً على ألف شهيد

يا “هلال الفكر كن للمستنيرين

منك شوقاً

وهوى للمستعيد هكذا ظل على

جيل وجيد

تسبغ المئة كالعقد الفريد

يا “هلال الفكر بوركت جمالا”ً

“وتبوركت بحسنى” من جديد

ما الذى تبغيه عن أغنى الغنى

واذ يحييك “الرئيس” من رصيد

يا “هلال الفكر” والدهر يغنى

أى أنغام له من أى عود؟

بدأ “الخلقة” لوناً ثم سدى

لحمة منها ببيض وبسود

وانبرى يجرى دم منه عبوس

فى جلود، وبشوش فى جلود

وتعالت تزدهى فى جبروت

جنة الخلد على ذات الوقود

بئست الدنيا خروقاً مثلما

بئس ميلاد شقى وسعيد

يا “هلال الفكر” ماكنت جحودا

لا أطال الله من عمر الجحود

كم تقضت ذكريات شعب

هن أدنى له من حبل الوريد

يا أخى “مكرم” يا مسك الختام

لعجوز شامخ، شبه قعيد

وجد الضالة من أحلامه

قبل أن يستل من سفر الوجود

كنت وعد الغيب فى مأزمة

شد ما احتجت به حلو الوعود

كنت فى الصفوة من صيد و صيد

ثقلوا حملى من لطف وجود

لا أحابيك فقد جوزيت خيراً

عن قصيدى وسيجزوكم قصيدى

مصر يامهد الحضارات ويا

مدرج الغيد ويا نحاب الأسود

يا ابنة النيل غفت شطانه

حالمات بأهازيج النشيد

يامصب العبقريات إلى

ملتقى بهو زعامات وطيد

مصر ياسنبلة مخضلة

لم تنل منها مناجيل الحصيد

غفت الأدنين عن سبع عجاف

بسمان واستدارت للبعيد

كنت صنو الكون مذ أصبخ كون

ومذ التفت حشود بحشود

برد من كل حدب ناسلات

ومن “الأهرام” عنوان البريد

كنت والدنيا حبالى طلعة

تستفز الصبح عن أى وليد؟

شاءه أى إله؟ وضعته

أى أم؟ هزه أى المهود؟

ياتراثاً ليس ينفك محجاً

لركوع من وفود وسجود

كل شبر فوقه عطر الجدود

وصدى منتجع الشمل البديد

أبد الدهر تشدين هبات

يقظات “بهباب” من رقود

خير ماتحت الثرى يوقى به

كل مافوق الثرى شر الحسود

كلما أمعنت فى هذا الصعيد

والأساطير على مر الأبيد

وبما أظفت به أصباحه

وأماسيه على سمر الزنود

والأكاليل على زهر الربا

تسرج الليل بشمعات الورود

والعماليق كم هم من عصور

عصور، بأماليد القدود

خلته الأسطورة الكبرى مشى

وهج منه على عصر الجليد

آه يا مصر ولن يصدقك الود

إلا أمة الصب العميد

آه من صبر على الضر ذميم

خدعة سموه بالصبر الحميد

أفحداً حجزت بين حبيب

وحبيب رملة دون حدود

أقلوب تحسد الطير على

خفقة تدنى أليفاً من بعيد؟

أطريد؟ وعلاما؟ ولماذا

ينتهى عن فكرة عمر الطريد؟

عربى وعلى جمر الغضا

أبو عد “عربى” أم وعيد؟

لجنان الخلد باب ولنا

فى الصحارى ألف باب من

حديد

ومتى تسأل عن القيد فقل:

تعب “الحداد” من صب القيود