الجمعة 19 ابريل 2024

نظرة لهوية شبابنا

مقالات1-6-2023 | 15:28

منذ هروب لاعب المصارعة المصري، لينضم إلى منتخب دولة أخرى ويلعب باسمها، وما صاحب فعلته من تعليقات لمن يماثلونه في العمر سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو داخل أروقة النوادي والتجمعات الشبابية، ولدي مخاوف عدة على أحوال بعض شبابنا.

وأقول بعض لأنني أتحدث عن قليلي التحدي واللذين استسلموا لليأس، وبدلاً من البحث عن وسيلة لتصحيح كل ما هو محبط وسلبي، اختاروا الفرار وهم لا يدركون أن من لا يجد نفسه في بلده لن يكون مواطن درجة أولى في بلد غيره، ولو حظي بجنسيات العالم أجمع!

الأزمة  من وجهة نظري، ليست في رياضي سئم من ما يراه ظلم وهرب، فما يحدث في الاتحادات الرياضية ليس قضيتي وهناك من هو أدرى مني للتحدث عن خبايا تلك الاتحادات،.. فما يشغلني حقاً هو رؤية شبابنا للغد وطريقة تعاملهم مع ما  قد يواجهونه من صعوبات في أي مجال يختارونه سواء كان رياضي، فني، علمي، أو أدبي.

 والغريب أن ما لمسته من تصفيق وتهليل البعض للحل السهل يتزامن مع نقاشات الحوار الوطني فيما يتعلق بالهوية الثقافية والتي لاقت أهمية كبرى ضمن جلسات المحور المجتمعي.

وحتى لا يتهمني بعض المنساقين للطريق السهل أنني أروج لتحمل صعوبات لم أعشها، اسمحوا لي أن أوضح أنني دخلت كغيري من جيلي بلاط صاحبة الجلالة، وقتما كانت على جميع أبوابها لافته "لا يوجد تعينات والتدريب بمكافئة رمزية لا تتعدى المائة جنيه".. فصبرت وكافحت حتى عينت بعد 7 سنوات من العمل المتواصل دون أجر،.. ولم يختلف تمسكي بمؤسستي حتى الآن مهما جابهت من صعوبات، وليس سراً أنني رفضت فرص عملية ومنح دراسية في الخارج قد تكون حلم لدى البعض، إيماناً منى أن من لم يجد نفسه في صحافة بلده  لن يشعر أبدا بالفخر، ولو كتب أسمه بأحرف من ذهب في صحف أجنبية.

أعتقد أن الكلام عن الهوية الوطنية، ووضع خطة بعيدة المدى لتوعية شبابنا بقيمتها أصبح ضرورة ملحة في وقت كثرت فيه الفتن والمكائد، فأستغل أصحاب النوايا المغرضة كل ظرف اقتصادي، اجتماعي، أو حتى  ظلم شخصي تعرض له أحدهم،  ليبثوا سمومهم في عقول صغار السن ويقنعونهم أن المستقبل في الهرب.

تعالوا معاً.. نفكر في ما يجابهه شبابنا من ضغوط حياتية، ونؤهلهم على التعامل معها كطارئ سلبي يأخذ وقته وبقليل من العزم وكثير من الإيمان بهويته الوطنية سوف يمر كل صعب ويصل لأحلى غد.. وقتها فقط، لن يستطيع احد استغلال أزمة ويقنع أولادنا بالهرب.