أكد علماء النفس في مقال نشر على موقع " psychology today"، على أنه بالرغم من التقدم الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة الاعتماد على العديد من أشكال التجارة الاجتماعية والعمل الالكتروني، إلا أن التواصل الشخصي وجها لوجه، له أهمية اجتماعية ونفسية كبيرة  على الشخص، ومنها الحفاظ على التوازن العقلي والإدراك وقوة المعرفة، وذلك لأن الاتصال وجها لوجه ينقل معلومات شخصية واجتماعية أكثر ثراءً ودقة، من خلال لغة الجسد، ونبرة الصوت، والمحاكاة، ونظرة العين، ووضعية الرأس، وغيرهم، وبالتالي يسهل مستويات أعلى من العلاقة الاجتماعية الناجحة والثقة بين الأشخاص.

وأضاف العلماء أن الاتصالات المباشرة تسمح للأفراد بتجربة العديد من الإشارات المرئية والمسموعة أكثر من الاتصالات النصية الرقمية، فضلاً عن أن التواصل الرقمي يمكن أن يسبب آثارًا ضارة مثل التعب الذهني والقلق جراء التركيز على المظهر، والتواصل البصري المطول، والوجوه الأكبر حجمًا بسبب حجم الشاشة، والهيمنة المتصورة لشريك الاتصال نتيجة وضع الكاميرا المنخفض، والعبء المعرفي بسبب عدم التزامن التكنولوجي الطفيف لمكالمات الفيديو.

كما أن وقت الجلوس أمام الشاشة المفرط لأكثر من 5 ساعات يوميًا، يقلل من قدرة الدماغ على التواصل ويؤدي أيضاً إلى ضعف الأداء الإدراكي بشكل عام، كما أثبتت الدراسات أيضًا وجود ميزة إضافية للتواصل الشخصي وجهًا لوجه تكمن في الحماية والتعاطف والتفاهم الذي يتولد لدى الاتصال المباشر والحديث المتزامن بين طرفين، وهو ما نفتقده بشدة عند استخدام وسائل التواصل الرقمية الأخرى، بالإضافة إلي أن التواصل الشخصي يتميز بسرعة تلقي الردود من الطرف الآخر، وسهولة التحدث مع الأطراف الآخرين، أما التواصل عبر الإنترنت فيحتاج إلى انتظار الوقت حتى يحصل الشخص على رد الطرف الآخر، وقد لا يحصل على الرد أبدًا.