(د ب أ):
أكد رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير اليوم الجمعة، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ليس حتميا، داعيا إلى تشكيل حركة من مختلف الأحزاب لإقناع الشعب بأنه بإمكانهم تغيير موقفهم بشأن الخروج من التكتل.
ومنذ التصويت على استفتاء 23 يونيو للخروج من التكتل المؤلف من 28 دولة، حاولت رئيسة الوزراء تيريزا ماى، القضاء على أى بريق أمل فى إمكانية العدول عن التصويت والبقاء فى التكتل.
وقال بلير - الذى نظم حملات لمعسكر البقاء فى التكتل فى الفترة السابقة على الاستفتاء - إنه تبين زيف الكثير من المزاعم بشأن فوائد الخروج من الاتحاد الأوروبى فى الأسبوع الأول بعد التصويت، وانتقد حكومة تيريزا ماى بشأن التزامها بالخروج من التكتل "بأى ثمن".
وأضاف بلير، المواطنون صوتوا بدون معرفة الشروط الحقيقية لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ونظرا لأن تلك الشروط أصبحت واضحة، فمن حقهم تغيير رأيهم.. أنصار الانفصال عن الاتحاد الأوروبى كانوا مخطئين عندما جزموا بأنه لا يمكن تغيير "إرادة الشعب ".
وقادت رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماى نهجا تجاه ما يطلق عليه "خروج صعب من الاتحاد الأوروبي" ما يعنى الانسحاب من السوق الموحدة ومبدأ حرية حركة تنقل الأفراد والبضائع، قائلة إن هذا ضرورى لضمان سيادة الحكومة فى قضية الهجرة.
ووافق البرلمانيون البريطانيون أوائل الشهر الجارى على خطة ماى لبدء محادثات رسمية بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبى.
وحذر بلير من أن ثمن الخروج من الاتحاد الأوروبى يتجاوز التفاوض فى شروط الانفصال مع أوروبا، وأن تركيز الحكومة على الخروج من التكتل سيصرفها عن التصدى لقضايا محلية لسنوات قادمة.
ودعا إلى إنشاء حركة من مختلف الأحزاب لإقناع الجمهور بتغيير رأيهم بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبى.
ولم يستبعد بلير تنظيم حملة من أجل استفتاء آخر بشأن عضوية الاتحاد الأوروبى فى المستقبل.. وقال: هذا ليس وقت التراجع، أو اللامبالاة أو اليأس، ولكن وقت النهوض للدفاع عما نعتقده.
يذكر أن بلير لا يحظى بشعبية وسط البريطانيين نظرا لانتقاد الكثيرين له لعلاقته الوثيقة بالرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش ودوره فى جر بريطانيا إلى حرب العراق.