في مفاجأة أثرية جديدة، وجد مستكشفون نموذج مصغر من دولة إيطاليا، يضم نحو 200 تمثال ومبنى وقطع فنية أخرى مخبأة في غابات شمال ويلز، في بريطانيا.
وفي كل مكان داخل المدينة المصغرة توجد مبانٍ إيطالية شهيرة، من كاتدرائية فلورنسا إلى جسر ريالتو في البندقية وقناة البندقية التي ربما كانت مليئة بالمياه الجارية ذات يوم.
وأصيب المتطوعون الذين يحققون في الموقع بالصدمة من العدد الهائل من الأشياء المخبأة في الغابات، فيما أطلق عليه اسم "إيطاليا المصغرة" في سنودونيا.
وقال أمين الموقع جوناثان فيل "في آخر إحصاء، تم اكتشاف حوالي 200 عنصر، ليس فقط المباني ولكن التماثيل واللوحات والتحف أيضًا. وقبل بدء أعمال الترميم قبل بضع سنوات، كان هناك حوالي 30 مبنى معروفًا فقط".
وأنشأ مارك بورن وزوجته موريل الموقع ليكون مزارًا للعمارة الإيطالية في ضواحي كوريس، بين دولغيلاو وماشينليث. وقال جوناثان "أنا أحب هذا المكان كثيرًا. لا أحب أن أسميه بالفن الشعبي لأنه أكثر من ذلك بكثير. إنه موقع مهم للغاية، وواحد من أهم المواقع في ويلز".
وقبل تقاعده، كان بورن يمتلك وحدة للدواجن. وغالبًا ما كان يسافر إلى إيطاليا لأسابيع في كل مرة، ويعود إلى المنزل مع كتيبات الرسم المليئة بالرسومات المعمارية. وكان يشرع بعد ذلك في العمل على المشروع بمساعدة متطوعين محليين في بعض الأحيان. وتم إعادة تدوير المواد القديمة لتوفير الهيكل، ثم تغليفها في قوالب جاهزة للخرسانة.
وعلى مدار 25 عامًا، قام بورن بنقل آلاف دلاء المياه من الوادي لخلطها بالخرسانة لصنع الملاط. وتم استخدام سيارة دفع رباعي ومقطورة لأعمال الرفع الثقيل.
وأوضح جوناثان "لقد أمضى هذا الرجل 25 عامًا في حمل مئات الأطنان من الخرسانة والمياه على منحدر يتراوح ميلانه بين 30 إلى 45 درجة. وفي أقصى درجات الانحدار، كان من الصعب السير، وكان عليه بناء مسارات هناك قبل إقامة ورشة، ووضع الأساسات والبدء في العمل".
جوناثان، البالغ من العمر الآن 64 عامًا، عمل سابقًا كمصمم وناشط في الحفاظ على البيئة في الجناح الملكي في برايتون.
وكان العمل الذي واجهه في كوريس ضخمًا، حيث لم يكن الموقع أشبه بالغابة فحسب، بل كانت الهياكل تتداعى وجذور الأشجار تحتها.
ومع المساعدين، بدأ العمل في التدعيم باستخدام ملاط الجير لإصلاح الشقوق. ويقدر جوناثان أن الأمر سيستغرق عقدًا من الزمان، بحسب صحيفة ميرور البريطانية.